استكملت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد سماع شهود الإثبات وسط أجواء هادئة وغياب لعدد كبير من محاميي الدفاع وأهالي الشهداء دون حدوث أي اشتباكات بعد أن حذر القاضي من حدوث أي تجاوز داخل القاعة وهدد بخروج الأهالي من القاعة في حالة عد الالتزام بالتوجيهات. وحضر الشاهد أحمد جمال أسماعيل محمد 22 سنة والذي أكد أنه ذهب إلى استاد بورسعيد عن طريق القطار ولكنهم فوجئوا قبل الوصول بمسافة قليلة بتوقف القطار والتعدي عليهم من قبل أهالي بورسعيد بالضرب وإلقاء الحجارة واستقلوا اتوبيسات لتوصيلهم إلى الاستاد وهناك وجدوا زجاج مكسور على الأرض أمام بوابة الاستاد، وأضاف أنهم دخلوا إلى الاستاد دون تفتيش من قبل الأمن وبدون تذاكر وأشار الشاهد إلى أنهم تبادلوا السباب أثناء تواجدهم بالمدرجات قبل بدء المباراة وقام جمهور النادي المصري بإشعال النيران في علم النادي الأهلي في محاولة منهم لاستفزاز جمهور الأهلي.
وأكد أن جمهور النادي المصري قام بالإشارة لهم ببعض الحركات المهينة والخارجة عن إطار الأدب ، وكان ذلك خلال انتهاء الشوط الأول.
وأضاف أنه قبل انتهاء المبارة بدقيقتين تقريبا قام جمهور النادي المصري بإشعال الشماريخ وقاموا بالنزول إلى أرض الملعب وأقر أنه شاهد اللاعبين بيتعدوا عليهم بالضرب وحاول جمهور النادي الأهلي إنقاذ نفسه وصعدوا إلى الأعلى وبعضهم حاول الهرب إلى الممر وانطفئت الأضواء واستمر اعتداء جماهير النادي المصري علي جماهير النادي الأهلي بالشوم والكراسي الحديدية والأسلحة البيضاء.
وأكد الشاهد للمحكمة أن العناية الإلهية أنقذته من الضرب المبرح والموت وأضاف انه رأى أعضاء من ألتراس النادي المصري يهددون جماهية الأهلي بخلع ملابسهم أو إلقائهم من أعلى المدرجات.
وبعد ذلك قام جمهور النادي الاهلي بالهرب واتجهوا نحو أرض الملعب وقام عدد من الشيوخ بإخراجهم وأحضروا لهم المياه وساعدوهم في الفرار من المكان عن طريق سيارات الأمن المركزي .
وأضاف أنه تم عرض الصور الفوتوغرافية عليه والفيديوهات أمام النيابة العامة وأنه تعرف على أحد المتهمين من خلالها ، وقال الشاهد للمحكمة أنه وقت الاعتداء عليه كان يلقن نفسه الشهادة قائلا "أنا كنت بتشاهد على روحي"، وأنه أصيب بنزيف بالأربطة وقال "أنا حمدت ربنا لأني أحسن من غيري ".
كما استمعت المحكمة أيضا إلى الشاهد محمد شعبان طالب بالثانوي العام والذي أكد شهادة سابقه وأضاف أنه بين الشوطين نزل لشرب المياه فشاهد أشخاص يرتدون الملابس المدنية وقالوا له ولأصدقائه " اللي يعرف فيكم يمشي يمشي أحسن " ولكنه لم يبالي لهذا الكلام، ودخل لمتابعة المباراة وبعد انتهاءها شاهد الاعتداءات التي حدثت على جمهور النادي الأهلي من قبل جمهور النادي المصري وقام شخص بالاعتداء عليه بالضرب بشومة مليئة بالمسامير وقام آخر بضربه بمطوه في صدره وأثناء ذلك شاهد طفل صغير يحاول جمهور المصري شده وإلقائه من أعلى المدرجات وحاول إنقاذه ولكنه فشل.
وانهمر الشاهد في البكاء أمام المحكمة أثناء الإدلاء بشهادته عندما سأله الدفاع عن وصف ماشاهده داخل الممر فقالت المحكمة للشاهد "اهدي يابني ولو مش عايز تجاوب متجوبش انت حر" فأصر الشاهد على الإجابة وقال انه شاهد اشخاص ملقاه داخل الممر والدماء حولهم وأحدهم كان مصاب ونظر لي وهو يبكي و" بيطلع رغاوي من بوقه وبعدين سمعته بينطق الشهادة ومن كثرة التدافع وقعت فوقيه ".
وأكد الشاهد أن الممر كان ملئ بالجثث وأضاف أنه بعد ذلك أغشي عليه ولما استعاد وعيه وجد الجثث تتزايد من حوله فصرخ قائلا "حرام عليكم شيلوا الجثث دي " ولكن الأمن رفض الاستجابه له .. وأضاف انه قام مجموعة من الشباب بحمله وانزلوه الى أرض الملعب حتى جاءت سيارات الأمن المركزي التي استقلتهم الى محطة القطار.
وأنه ذهب الى النيابة العامة بعد 4 أيام تقريبا من حدوث الحادث واستمعت إلى أقواله وأكد أنه ذهب إلى النيابة من تلقاء نفسه بعد أن وجههتهم الصفحة الرسمية للجروب الخاص بهم علي الفيس بوك.
أكد الشاهد عبد العزيز حمدي 21 سنه عامل بمطعم أنهم بعد وصولهم بالقطار الى محطه الكاب تم إنزالهم من القطار واستقلوا اتوبيسات دخلت بهم الى مدينة بورسعيد من ناحيه البحر وبمجرد وصولهم الى المدينه اختفت قوات الأمن التي كانت مصاحبة لهم وكان هناك عدد من الأشخاص في الشوارع قامت بإلقاء الحجارة عليهم مما أدى إلى إصابة بعض الجماهير، وتابع "بمجرد نزولنا من الأتوبيسات حاولت الهروب خوفا من جماهير المصري فوقعت على زجاج مكسور من الأتوبيس وجرحت يدي و تم عمل الاسعافات لي ثم دخلت الى المدرج الشرقي ، و طوال المباراة كان هناك إلقاء للحجارة والصواريخ والشماريخ علينا وبين الشوطين نزل عدد من جماهير ألتراس مصراوي وقاموا بإلقاء الشماريخ علينا والأمن كان يعيدهم للمدرج ولم يلقي القبض على أحد منهم".
وعقب نهاية المباراة كان هنالك 4 صفوف من قوات الأمن المركزي أمام مدرج جماهير النادي الأهلي و فور الهجوم عليهم ، لم يتدخل الأمن وكان يقف يتفرج، وعندما رأيت الأعداد في زيادة حاول الهروب إلى أعلى المدرج وكان هنالك عدد 5 أشخاص تحاول الاعتداء علي وضربوني بموس في رقبتي 3 مرات وخلعوني ملابسي، وفجأة رأيت أحد الأشخاص بذقن قام بحمايتي وقال لهم "حرام عليكوا سيبوه ده بيموت " وألقي بنفسه علي لحمايتي من الضرب، وجاء عسكري أمن مركزي و قال لي "اعمل نفسك عسكري و تعالى معايا " ومشينا في ممر طويل وقفزت من أعلى السور وقام الكابتن شريف عبد الفضيل الذي بأخذي إلى غرفة خلع ملابس لاعبي الاهلي ، و أثناء ذلك كنت قد أتصلت بأهلي و طمأنتهم علي، وقام أحد أقاربي بالاتصال بي خالي لمقابلتي بأحد المحلات ببورسعيد للرجوع معه وقمت بالخروج وطلبت من أفراد الأمن المركزي الموجودين توصيلي إلى ذلك العنوان، ونزلت مع اثنين من أهالي بورسعيد وقالوا لي ألا اتحدث حتى لا يعرف أحد لهجتي، وقاموا بإيقاف تاكسي وطلبوا منه إيصالي الى العنوان ودفعوا أجرته وقابلت قريبي وعدنا الى القاهرة وحررت محضر بقسم الزيتون ثم نيابة مدينه نصر والإسماعيلية وأدليت بأقوالي .
وردا على أسئله الدفاع عما رآه أثناء الهجوم فقال الشاهد أنه رأى عددا من زملائه كان يتم إلقائهم من على السور والبعض الآخر كان يتم دفعهم وقال "عندها فكرت للحظة في القفز من على السور هربا من الجحيم الذي كنت فيه".