.. وصلت مدينة الأقصر في السادسة صباح يوم الأربعاء الماضي، في إطار جولة جديدة لحملة «طرق الأبواب» رافقني فيها الزميل والصديق «وائل نوارة» نائب أول رئيس حزب الغد وعدد من زملائي أعضاء لجان التنظيم بالحزب.. .. من الأقصر، انطلقت حملة «طرق الأبواب» إلي «المريس»، ومنها لكوم أمبو، والكوبانية، إلي دراو، إلي أسوان، إلي بلانة إلي منشية النوبة، إلي أبو سمبل، إلي جنتة، إلي عنيبة إلي نصر النوبة إلي توشكي.. .. آلاف اللقاءات، والحوارات، امتدت علي مدار 72 ساعة من التواصل مع مصر الحقيقية، من الجنوب، إلي أقصي الجنوب، من الوريد إلي الوريد، الناس مذبوحة بسكين الفقر والألم، مثخنة بمشاعر الظلم والقهر.. محاصرة بالفساد والمحسوبية من كل جانب.. .. إذا أردت أن أقدم لكم «موجزاً لأهم الأنباء» عن هذه المنطقة التي لم تفض السياسة بكارتها، أقول: إن كل شيء يعود للوراء!! وكل مصري قابلته، من تلك الآلاف، جالس فوق بركان!! كل من قابلت، سألني بصياغات مختلفة ما الحل؟! كيف النجاة مما نحن فيه؟!. .. كل الناس تنتظر التغيير، لكنها ليست علي يقين من حدوثه، الناس أشبه ما تكون بجيش مستعد، لكنه فقط بحاجة لحامل بوق ينفخ إيذاناً بالابتداء، في انتظار رجل أي رجل يطلق صيحة النداء، ليصل صوته إلي آذان الملايين من المتشوقين للتغيير الآن!!. .. في سنة 1918، وجدت مصر ثلاثة رجال، يقولون لأقوي دولة استعمارية في العالم «بريطانيا»، اخرجي من بلادنا، قالوها دون أن يفكروا في عاقبة هذا النداء، أو يخشوا الطغيان، والجبروت، والنفي، والسجون، قالوها ولم يفكروا في الحسابات أو التوازنات!!. .. مصر في 1918 كان تعدادها 14 مليوناً فقط فهل تعدم مصر ال 80 مليوناً، ما لم تعدمه وهي 14 مليوناً؟! هل يضن الزمان علي هذه الأمة الكبيرة، بثلاثة رجال يقولون كلمتها، ويرفعون صوتها ويطلقون النداء: «التغيير الآن»؟!. .. مصر الحقيقية، لم يعد لديها وقت، أو صبر، علي الحسابات المعقدة، والتوازنات المرتبكة، والأبواب المواربة.. فمصر الجديدة تتوثب لتخرج من رحم الموات السياسي والفساد الاقتصادي، والظلم الاجتماعي.. مصر بحاجة لقيادة تعيش لها أو تموت في سبيلها. .. ليس مهماً لون القط، فالمهم أن يكون قادراً علي أن يصطاد الفئران، وقبلها راغباً في اصطيادها، الناس تبحث عن قيادة يمتلئ صدرها بالإيمان لا ب«النياشين» بالإرادة، والصبر، والجلد، والقدرة، والرغبة في سداد الثمن، أياً كان الثمن!!. .. حكيم «نوبي» طاعن في السن قابلني في إحدي قري التهجير النوبية وقال لي: أخشي عليك من مصير البطل أحمد عبدالعزيز! لم أفهم العلاقة، حتي بادرني قائلاً: إنه الضابط الذي كانت ترشحه جميع التوقعات لقيادة ثورة من داخل الجيش قبل حركة الضباط الأحرار! وكان مليئاً بالحماس لمصر ومستقبلها، رافضاً الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة!! كانت الراية ملقاة علي الأرض وكان أحمد عبدالعزيز أقرب الناس لحملها.. .. سألت الحكيم «النوبي»: وما العلاقة بيني وبينه؟! قال: لقد قتلته رصاصة انطلقت من معسكره، وادعي البعض أن الرجل نسي كلمة السر، فأطلق عليه «ديدبان» المعسكر النار فقتله بينما الحقيقة أن رفاقه هم الذين قتلوه «!!». .. لا أعرف الرجل ولا صحة أو دقة القصة! وإذا كان هذا موجزاً فإليكم غداً الأنباء بالتفصيل!!.