دعا الدكتور «محمد البرادعي» المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس ثلاثة من رموز المعارضة في لقاء مصغر ضم كلاً من الدكتور «حسن نافعة» أستاذ العلوم السياسية ومنسق حركة «مصريون ضد التوريث» والدكتور «محمد أبوالغار» أحد مؤسسي حركة 9 مارس والروائي «علاء الأسواني» وذلك للتشاور معهم حول نتائج اجتماع ممثلي القوي السياسية الذي عقد الثلاثاء الماضي، وقال «نافعة» ل«الدستور»: إنه تم اختيار هذه الشخصيات نظراً لاستقلالها وبُعدها عن الأحزاب السياسية. وأضاف «نافعة»: إن «البرادعي» أكد خلال اللقاء حرصه علي ألا تتحول الجمعية الوطنية من أجل التغيير إلي مجرد حركة تضاف إلي الحركات الموجودة علي الساحة، والتي ظهرت ثم اختفت، وأن تكون هذه الجمعية بمثابة حركة وطنية شاملة، وأشار «نافعة» إلي أنه تم الاتفاق علي ما أجمع عليه الحاضرون في الاجتماع السابق من مشاورات مع كل القوي السياسية من أجل التغيير وإصدار بيان يحدد الخطوات التي يسكلها المشاركون في هذه الجمعية، منها جمع التوقيعات لتغيير الدستور. علي جانب آخر وفي إطار الاهتمام المتزايد بلقاء «البرادعي» للقوي السياسية دعا معهد «كارنيجي للسلام الدولي» إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتدخل من أجل الضغط علي النظام المصري للسماح بترشح المستقلين، وعلي رأسهم البرادعي للرئاسة لضمان جدية الانتخابات المقبلة في ظل هشاشة الأحزاب المعارضة الحالية التي لن تكفي بضعة شهور لإعادة بنائها. وأرجع التقرير الموجة المفاجئة من التأييد للدكتور البرادعي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة إلي انعدام الثقة في المعارضة الرسمية، ودعا إدارة أوباما إلي أن تفعل شيئًا لضمان جدية الانتخابات المقبلة، وفي الوقت الذي يمكن فيه بناء الأحزاب السياسية الراهنة في غضون بضعة أشهر قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، فعليها ممارسة ضغط قوي علي الرئيس مبارك للسماح لبعض المستقلين بالترشح للرئاسة. واعتبرت شبكة «إن بي آر» الإخبارية الأمريكية أن عودة الدكتور محمد البرادعي إلي مصر من فيينا أعادت الروح إلي المعارضة التي عانت الانعزالية خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلي أن البرادعي واحد من المصريين المستقلين القلائل الذين يحظون بمكانة واسم يمكناهم من تحدي الرئيس حسني مبارك. وتابعت الشبكة الأمريكية أن البرادعي هو الاسم الذي يحظي حاليا بالشعبية في الدوائر السياسية في مصر. خاصة بعد تشكيله جبهة لتعديل الدستور المصري، فضلا عن رغبة مؤيديه في ترشيحه لمنصب الرئيس خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. رغم أن البرادعي يري أن الإصلاح الديمقراطي يجب أن يتم أولا. وأكدت الشبكة أن البرادعي يري أن أهمية إجراء إصلاح سياسي في بلاده تفوق أهمية ترشحه للانتخابات الرئاسية ذاتها، مدللة علي ذلك بعرض البرادعي عدم ترشيح نفسه مقابل الفوز بإصلاح النظام الانتخابي. وأشارت الصحيفة إلي تقارير تحدثت عن أن مسئولي الحزب الوطني عرضوا علي البرادعي التخلي عن جهوده للإصلاح في مصر مقابل الحصول علي منصب وزاري ومحاولة ممارسة التغيير من داخل النظام. وطالب الكاتب جيمس تروب في مقاله الذي نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية في موقعها علي الإنترنت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعزيز الديمقراطية في العالم الخارجي قائلاً: يجب أن يكون ضمن الأولويات الملحة علي أجندة الإدارة الأمريكية الحالية. وأشار الكاتب إلي أن تعامل إدارة أوباما مع مصر كشفت التناقض في موقف إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش. وأوضحت المجلة أنه لا أوباما ولا غيره من كبار المسئولين انتقدوا علنا حلفاء أمريكا الاستبداديين في الشرق الأوسط، مما أثار الشعور بخيبة الأمل بين الإصلاحيين في المنطقة.