خلاص.. لم يعد هناك حل لخلاص «سعيد» الجواهرجي (نور الشريف) من عقمه الذي يتعسه علي الرغم من ثرائه.. وخلاص «عبدالقوي» المنجد (محمود عبدالعزيز) من فقره الذي يتعسه علي الرغم من صحته.. سوي حل واحد.. اقتطاع جزء صغير من مخ «عبدالقوي» (اللي هو الإنترلوب) وزرعه في مخ «سعيد».. ولكن.. ولأن العملية الجراحية كانت لاتزال في طور التجربة.. يصاب «سعيد» بالشلل ومايخَلِّفش وما يبقاش سعيد.. ويتجنن «عبدالقوي» وصحته تروح وما يستمتعش بالفلوس وما يبقاش قوي.. وينتهي به المطاف هائماً علي وجهه في الشارع.. أشعث الذقن مُغَبَّرها.. حاملاً صور الأشعة والتحاليل الطبية.. هاتفاً في جنون.. «عايز ترلوب.. عايز ترلوب»! بنفس المنطق.. ينبغي علي الحكومة كل فترة إقتطاع جزء صغير من الشعب (اللي هو مجلس الشعب) لزرعه في مخها في عملية جراحية سياسية الهدف الرئيسي منها هو إنجاب ديمقراطية صغنتوتة نرعاها ونكبرها وندخل بيها الجنة.. وفي الوقت نفسه تحسين أحوال الشعب وإيصال صوته للحكومة.. ولكن.. وعلي الرغم من نجاح العملية في الكثير والكثير من دول العالم اللي عندها دلوقت بسم الله ما شاء الله ديمقراطيات حلوة وفي سن جواز.. إلا أنها دايماً بتيجي لحدنا إحنا وتفشل.. ليفسد الجزء الذي تم اقتطاعه.. وينهمك أكثر من ثلثي أعضائه في شتيمة بعضهم البعض وتخليص مصالحهم الخاصة وارتكاب بعض الأفعال التي قد تودي بالبني آدم - في حالة عدم وجود حصانة - إلي ما وراء الشمس.. وليولع الشعب الذي يمثلوه بجاز ولتذهب مشاكله إلي الجحيم.. تمرض الحكومة أكثر.. ويتحول عقمها الديمقراطي إلي حالة شلل سياسي كامل.. بينما الشعب يفقد صحته وحريته وتعليمه وثقافته وفنه وأمله في تحسن أي شيء يخص أي حاجة.. لينتهي به المطاف وقد خرج إلي الشوارع هائماً علي وجهه.. حاملاً أعلام مصر.. هاتفاً في قوة وثورة وتحدٍ وإرادة.. «جدو.. جدو.. إوعي يجيلك جدو»!