يتوجه غدًا نحو 50 مليون ناخب مصرى إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب أول رئيس للبلاد عقب ثورة 25 يناير، في مشهد يحدث لأول مرة في تاريخ مصر، التى تعود شعبها خلال الأعوام الستين الماضية على الاستفتاء على رئيس الجمهورية. «الدستور الأصلي» تضع أمام الناخب عددًا من الإرشادات التى ربما توجهه وتساعده فى ذلك اليوم التاريخي، ففى البداية الذين لهم حق التصويت، هم كل مَن لديه بطاقة رقم قومي وتجاوز سن ال18 عامًا، ولمعرفة اللجنة الانتخابية التى يدلى فيها المواطن بصوته أمامه عدة اختيارات، إما أن يدخل على الموقع الإلكتروني الخاص باللجنة العليا للانتخابات، حيث خصصت بداخله مكانًا للاستعلام عن اللجان الانتخابية، فقط على الناخب أن يُدخل الرقم القومي في الخانة المخصصة، ثم يعطى أمرًا بالبحث حتى تظهر البيانات الخاصة عن لجنته الانتخابية، مكانها ورقم اللجنة.
الطريقة الأخرى هى أن يتوجه إلى قسم الشرطة التابع له ويستعلم أيضا من خلال الرقم القومي عن مكان لجنته ورقمها، كما يمكن للناخب أخيرًا الاتصال برقم الدليل (140) لمعرفة لجنته الانتخابية بعد أن يبلغ فقط عن رقمه القومي.
جدير بالذكر أنه يحق للناخب أن يدلى بصوته عن طريق بطاقة الرقم القومي فقط لا بطاقة الاقتراع «الوردية»، كما كان من قبل، إلا أنه في الوقت نفسه لا بد أن يصوّت فقط فى اللجنة المخصصة له، وقد حذّرت اللجنة العليا للانتخابات المواطنين من التصويت فى غير اللجان المخصصة لكل ناخب وإلا سيُعرّض الناخب نفسه للمساءلة القانونية.
تبدأ عملية الاقتراع فى الثامنة صباحًا، ويتم السماح بدخول الناخبين داخل اللجنة وفقًا لأولوية الحضور، وما إن يصل الناخب إلى اللجنة، حتى يقوم رئيس اللجنة بالتحقق من هويته من واقع بطاقة الرقم القومي ولا يعتد فى إثبات شخصية الناخب بأى وثيقة بخلاف الرقم القومي.
يوقّع الناخب بخطه أو بصمته في الخانة المخصصة بالنوذج رقم (5) انتخابات رئاسية، ثم يستلم الناخب بطاقة الاقتراع من رئيس اللجنة ويدلي بصوته من كابينة الاقتراع، ثم يضع الورقة بنفسه فى صندوق الاقتراع، وبعد أن ينتهى الناخب من عملية الاقتراع يقوم بغمس إصبعه في الحبر الفسفورى، ويتسلم بعدها بطاقته من رئيس اللجنة.
جدير بالذكر أنه لا يحق للناخب أن يرفض غمس إصبعه فى الحبر الفسفوري، وإذا رفض لا يتسلم بطاقة الرقم القومي ويُحرر محضر بذلك يرفق به البطاقة ويسلم إلى قائد قوة التأمين لإرساله إلى النيابة المختصة، مع إثبات الواقعة في محضر إجراءات اللجنة.
إذا ما واجه الناخب خلال خطوات عملية التصويت سالفة الذكر أى مشكلات، كأن يجد مثلًا توقيعًا أمام اسمه في حين أنه لم يدل بصوته -كما ظهرت حالات كهذه في تصويت المصريين بالخارج- كيف يتصرف؟ سألنا مصادر قضائية عن هذا، فقالت: من الصعب أن تحدث مثل تلك المشكلة لأن التصويت هنا ليس مثل الخارج، ولكن إذا حدث فعلى الناخب أن يقدم طلبًا إلى رئيس اللجنة العامة يذكر فيه أنه لم يحضر ولم يوقّع وإذا ما تأكد رئيس اللجنة من صدق كلامه يسمح له بالتصويت.
إذا تعرّض الناخب لأى نوع من أنواع التأثير على رأيه داخل اللجنة، كأن يقوم أحد بتوجيهه لانتخاب شخص بعينه، عليه أن يثبت ذلك ويطلب من رئيس اللجنة تحرير محضر بما تعرض له، لكن عليه إثبات ذلك.
وفي حال إذا ما ضبط الناخب واقعة تزوير أمامه كيف يتصرف؟ قالت المصادر القضائية، إن المسؤول الأول والأخير أمامه هو رئيس اللجنة، عليه إبلاغه بما وقع، ويحرر محضرًا ثم يخطر رئيس اللجنة الفرعية اللجنة العامة بهذا المحضر، هذا علاوة على أنه من حق الناخب أن يذهب بنفسه إلى اللجنة العامة ويحرر نفس المحضر، لكن المصادر القضائية قالت إنه على الناخب إثبات واقعة التزوير كأن يقوم بتصويرها على سبيل المثال.
وفى ما يخص التعامل مع السيدات المنتقبات يكون عن طريق أن يتم التأكد من شخصيتها من خلال سيدة مخصصة بكل لجنة للمنتقبات، بالكشف عن وجهها ويديها -للتأكد من عدم وجود حبر فسفوري-، وفى حالة رفض المنتقبة، لا يسمح لها بالتصويت، أما ذوو الاحتياجات الخاصة فيحق لهم طلب المساعدة من رئيس اللجنة على أن يثبت ذلك فى محضر إجراءات اللجنة.
تنتهى عملية التصويت في الثامنة مساء ولا يمكن غلق اللجنة قبل هذا التوقيت، لكن يمكن أن يستمر التصويت إلى ما بعد الثامنة، ما دام يوجد ناخبون داخل اللجنة، وللناخب أن يتمسك بحقه في التصويت ما دام كان موجوداً باللجنة حتى بعد الوقت المخصص للتصويت.