أسبوعان وتبدأ الإنتخابات الرئاسية الأهم في تاريخ مصر، الأهم لأنها الأولى بعد الثورة (ثورة 52 وثورة 25)، الأهم لأنها الأولى الحقيقية طوال 60 عاماً من النظام الجمهوري، الأهم لأنها الأولى بعد عهد المملكة المصرية، الأهم لأنها الأولى منذ أيام الإمارة العثمانية، الأهم لأنها الأولى منذ عصر الفراعنة، الأهم لأنها ستحدد شكل المستقبل. بما أننا نمر بتلك التجربة لأول مرة منذ 7000 عام، من البديهي أن الموروث الثقافي لنا جميعاً لا يحتوي إلا على طبق كبدة بالزيت الحار، ومن يدعي غير ذلك ليس سوى شخص مخادع يكره الكبدة ويحب الكوارع، وأهو كله فيتامينات.
أسلوب الدعاية له أصوله التي لا نعلمها، أو يعلمها البعض ويتعمد التغاضي عنها وعدم الإمتثال بها، فلكي تقنع الناخب بمرشحك ليس عليك إلا أن تفرز محاسن برنامجه الإنتخابي، لا محاسن صفاته الشخصية، فهو مرشحاً للرئاسة وليس مرشحاً للزواج من ابنتك
أسلوب الدعاية له أصوله التي لا نتقنها، أو يتقنها البعض ويتعمد إخفائها وعدم العمل بها، فلكي تقنع الناخب بمرشحك ليس عليك إلا أن تؤكد على واقعية برنامجه الإنتخابي، لا خيالات برامج الآخرين، فهو مرشحاً للرئاسة وليس بطلاً في أحد روايات الواقعية السحرية بتاع وليام فولكنر.
أسلوب الدعاية له أصوله التي لا نفهمها، أو يفهمها البعض ويتعمد اللف والدوران حولها، فلكي تقنع الناخب بمرشحك ليس عليك إلا أن تتحدث عنه بأسلوب عملي ومنظم وواقعي، لا أن تظل تشوه صورة باقي المرشحين، فهو مرشحاً للرئاسة وليس مرشحاً لتنقية المياة من الرواسب.
أتمنى أن تتم العملية الإنتخابية على خير ما يرام، لننعم في النهاية برئيس على أتم ما يرام، وأي كان الرئيس القادم أتمنى أن يأتي بدون تزوير، فلقد مللنا وطلعت روحنا وقرفنا، ونحتاج حقاً إلى الراحة، أتمنى أن نرزق برئيس يكون "دكر" بعيد عن الفلول لأننا عملنا ثورة... وربنا عملنا ثورة.