تدفع مجموعة من نشطاء الثورة بأن الانتخابات الرئاسية مجرد مسرحية هزلية، وأن مرشح المجلس العسكرى يفوز دائما، بغض النظر عن رأى الشعب، وهو ما يقوله الدكتور إيتش.إيه.هيلير، الخبير الأمريكى المتخصص فى شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يؤكد فى تحليل نشرته جامعة «نيو أورليانز» الأمريكية، أنه ملاحظة تستحق الدراسة. هيلير الذى عمل مع مؤسسات بحثية أمريكية كبرى، من بيها «بروكينجز» و«جالوب» يوضح أنه «من الصعوبة فى مكان ما أن يتخيل المرء أن المجلس العسكرى سيغامر بوجود رئيس يعارض مصالحه بشكل مباشر، إذا كان فى مقدور الجنرالات أن يفعلوا أى شىء لتجنب ذلك».
ويضيف «أن تزوير الانتخابات على نحو واسع فى مصر ما بعد مبارك ليس خيارًا سهلا، لكن فى الديمقراطيات فى أنحاء العالم، ظهر أن هناك طرقا أخرى لضمان أن المؤسسة الأقوى فى البلد هى التى تحقق مصلحتها فى النهاية. وإذا كان هذا هو السيناريو فى مصر -والحديث للكاتب- فإن الاستبعادات التى جرت لعدد من المرشحين البارزين تلمح بشىء، فقد صبت فى مصلحة وزير الخارجية السابق عمرو موسى،
حيث أسهم استبعاد مدير المخابرات السابق عمر سليمان، فى حشد جزء من الأصوات الباحثة عن رجل دولة قوى، وجزء آخر يريد مرشحا غير إسلامى. ومعظم هذه الأصوات ستذهب الآن إلى موسى باعتباره المرشح غير الإسلامى، الأكثر فرصا فى الفوز»، وفى هذا السياق يشير الكاتب إلى أن سليمان ربما يشعر الآن بأنه تعرض للغدر من الجنرالات، الذين من دون شك أعطوه على الأقل إشارة بإمكانية ترشحه.
يلفت الكاتب أيضا إلى أن استبعاد المرشح الإخوانى الأبرز خيرت الشاطر ومرشح السلفيين المفضل حازم صلاح أبو إسماعيل، يعنى أن أصوات الإسلاميين ستفتت بين المرشح الإخوانى البديل محمد مرسى، والقيادى الإخوانى السابق عبد المنعم أبو الفتوح، وهو ما يصب مجددا فى مصلحة موسى.
الكاتب يقول «إن أحدا لا يمكنه الجزم بأن موسى هو مرشح المجلس العسكرى، لكنه غير تصادمى بالنسبة إلى الجنرالات، وقد استفاد من معظم التطورات الأخيرة، ووفق كل الاحتمالات، سينظر إليه الجنرالات على أنه مصدر ثقة، ولن يفعل كثيرا لتغيير الوضع الحالى فى ما يتعلق باستقلال الجيش عن بقية الدولة، وهو ما ربما كان هدفهم على طول الطريق».
الكاتب يشير أيضا إلى أنه فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، خرج حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفى، كأكبر الرابحين، والحزبان لديهما ميزة فى ما يتعلق بالتنظيم والقدرة على الحشد، إلا أن هذه الميزة ليست بالضرورة أن تترجم فى الانتخابات الرئاسية