في الوقت الذي يشهد فيه ميدان العباسية، حربا حقيقية بمعنى الكلمة، استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع والعصي والشوم والأحجار، وسط أنباء عن وقوع إصابات بالرصاص المطاطي والحي، نتيجة الاشتباكات الدامية بين المتظاهرين وجنود الشرطة العسكرية، انشغلت منصة جماعة الإخوان المسلمين في ميدان التحرير، بإذاعة الأغاني، وترديد الأناشيد والهتافات الحماسية، وسط جو احتفالي، تجاهلوا خلاله بشكل تام أحداث العباسية التي تجري في نفس الوقت! ورغم قيام منصة الإخوان، في وقت سابق من اليوم، بدعوة المتظاهرين بالتوجه إلى ميدان العباسية، والانضمام إلى المتظاهرين، قبل اندلاع الاشتباكات، إلا أنها استمرت في عملها، وحاولت تجاهل الأمر تماما، وفي نهاية "الحفل"، طالبت أنصارها بمغادرة ميدان التحرير في هدوء، والعودة إلى منازلهم، وقامت بالفعل بفك منصتها استعدادا للمغادرة.