هناك حملة تشويه منطلقة الآن من أجل تلويث سمعة أبو الفتوح أو حتى التقليل منه ...ولا أعرف لماذا لانتعلم من تكرار التجارب...لقد تم تلويث البرادعى بكل الطرق الممكنة حتى وجدنا الرجل على الرغم أنه المناسب تماما للحظة ينسحب من الرئاسة...على الرغم أن الظاهر أنه انسحب نتيجة للعبث السياسي وعدم إيمانه أن هناك ديمقراطية حقيقية سوف تحدث وعلى الرغم أن هذا هو التصريح الظاهر والواضح للجميع, إلا أننا لابد أن نعترف أن حملة تشويهه كان لها تأثير كبير ومؤلم لنا وله على حد سواء. اليوم أبو الفتوح تلاحقه نفس الحملة حتى أنها تحاول أن تسقط عنها إسلاميته الواضحة بما يمثل تجنى عليه،فى حين هو واضح تماما كإسلامي وسطى...إسلامى يقبل بحرية الآخرين فى العقيدة والأفكار السياسية ...وهذا عمق الإسلام نفسه...وخاصة فى المجتمع المصرى.
مايحدث مع أبو الفتوح هو ليس سوى صراع سياسي ينحى بنا إلى احتراف السياسة القذرة الغير عاقلة التى تأكل نفسها قبل أن تأكل الخصم...ربما أكون صائبا إذا قلت أن محاولة تلويث أبو الفتوح هي محاولة تصفية الذين يمكن أن يُحدثوا نهضة حقيقية فى مصر وخروج آمن للجميع دون إراقة دماء القوى السياسية فى صراعها معا,وقبل أن نذهب مع الآخرين فى نفس الإتجاه لابد أن يرى الجميع كيف يدير أبو الفتوح الحاضر والمستقبل معا,وكيف هو غير سجين التاريخ بل هو متحرر من التاريخ ,فهو منذ عدة أيام ذهب مع فريق طبي للمعتصمين أمام وزارة الدفاع ...هو لم يقبل منذ الثورة أى نوع من العنف ضد أى مواطن على أرض مصر...هو دائما منشغلا بالحاضر والمستقبل لاينظر للوراء...دائما يبحث عن نقط الالتقاء وليس الفرقة هو من يعلم جيدا انه لن يكون قائد بل هو رئيس فريق عمل يعمل معه من أجل نهضة مصر ولذا عندما أعلن عن مسابقة"إحجز مكانك في الفريق الرئاسي ل د.عبدا لمنعم أبوالفتوح بأفضل مشروع" والتي أعلنت عنها حملة ترشّحه رئيساً لمصر، تقدم أكثر من عشرين شخص بمشروعات لنهضة مصر تمّ اختيار 4 منهم على أن يتمّ فرزهم جيداً واختيار المشروع الفائز وإعلانه في مهرجان بجامعة الإسكندرية، وتكريمهم المشاريع الثلاثة الباقية كأفضل مشاريع مقدمة...وهذا يدل على أن الرجل يرغب فى صناعة فريق عمل يمكنه أن يستلم مصر فى المستقبل ويمكنه أن يسلم الراية إليه ولهذا كان لابد أن يأتي اختيار الطالب وفق معايير واضحة لضمه للفريق الرئاسي، وهي: تحديد ووضوح المشكلة التي تعاني منها مصر في مجالس ما ووضع الحلّ المقترح، والإتساق والتوافق مع البرنامج الإنتخابي، إضافةً إلى القدرة على خلق فرص عمل في هذا المشروع، وكذلك إتساع التغطية الجغرافية والنوعية عند تنفيذ المشروع، ووضوح مستوى الإبتكار والإبداع في المشروع وحلّ المشكلة، بالإضافة إلى وجود سابقة تطبيق عملي أو تجربة على أرض الواقع.وكانت أبرز 4 مشاريع هي: أحمد ناجي طالب بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية، وقد تقدّم بمشروع نظام إداري جديد لمصر لإدارة شئون الدولة وتجاوز البيروقراطية المعطلة للعمل، وعددٍ من المشاريع القومية في القطاعات المختلفة لإنقاذ إقتصاد البلاد، ورامي علاء الدين طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وتقدم بمشروع سيارة كهربائية مزوّدة بخلايا تعمل على الطاقة الشمسية ومروحة إنتاج طاقة كهربائية من طاقة الرياح، كما تقدّم بمشروع جهاز كشف الأعطال بالماكينات والآلات، ومريم السايح الطالبة بكلية الآداب جامعة الاسكندرية، والتي تقدّمت بمشروع "جسر التغيير" والذي يهدف إلى التنسيق بين منظمات المجتمع المدني ونشر ثقافة العمل التطوعي إلى جانب مشروع "صحتي" الذي يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات لإحصاء وحصر الأمراض المزمنة والمنتشرة وحصر البيانات المتعلقة بمسببات الأمراض والعلاج، وأخيراً مصطفى مجدي حسين طالب بالصف الثاني الإعدادي، وقد تقدّم بمشروع ممرّ آمن للدراجات لتخفيف الزحام عن وسط القاهرة وجذب السياح، كما تقدم بمشروع تطوير التعليم المصري الذي يعمل على تطوير الهيكل الوزاري والكتب والمباني التعليمية.
وإذا نظرنا إلى هذه الأعمار سوف نجد صدمة حقيقة فى أن هذا الرجل بالفعل يؤمن بالشباب حتى أن طالبا فى الإعدادية يقدم مشروع للوطن..لقد إستطاع هذا الرجل أن يجعل طفلا لايتجاوز عمره الخمسة عشرة يبتكر من أجل بلد...هل فى مظلة رجل مثل هذا يمكن لنا أن نقلق أنا دائما أكون سعيدا بهذا الرجل وخاصة عندما يتحدث ويوجه خطاباً لآلاف الطلاب كما حدث فى لقاءه بهم بمؤتمر جماهيري داخل الجامعة، يحثهم فيه على حمل مسئولية الوطن وبنائه ونهضته، والحفاظ على مكتسبات الثورة، والعمل على نشر المشروع الوطني الذي يجعل من مصر قوية عزيزة، إضافةً إلى تأكيده على تعهداته تجاه الوطن والثورة والشباب.
هذا الرجل هو مثل الكثير منا تربية الإخوان ولكن عقله السياسي والفكري حر وإصلاحي وهذا مانحتاجه...وما نكرره دائما أننا لانختلف فى التربية عند ال