سادت حالة من الارتياح بين أهالي قرية «الدمايرة» مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية بعد علمهم بعودة خمسة من أبنائهم المحتجزين بالأردن اليوم. بعد مأساة مصرع شاب من القرية هناك برصاص السلطات الأردنية علي الحدود مع سوريا. أكد أهالي القرية أنهم تلقوا اتصالات من أبنائهم صباح أمس وأخبروهم بأن السلطات الأردنية سلمتهم إلي السفارة المصرية وسيتم ترحيلهم إلي القاهرة. عاشت هذه الأسر أياماً من الحزن خيم علي القرية بالكامل لفقد أحد الشباب واحتجاز الآخرين. قال أحمد مختار- شقيق رامي الذي لقي مصرعه يوم 19 فبراير- إن رامي تم إطلاق النار عليه وهو داخل الأراضي الأردنية بعد وصوله إليها بعشرة أيام فقط بجواز سفر رسمي وطريقة القتل التي مات بها تؤكد تعمد قتله فقد أصيب برصاصة في كتفه اليسري ورصاصة أخري في فخذه ولقي مصرعه في الحال قبل وصوله المستشفي- حسب ما أكد التقرير الطبي. وأضافت سوسن مختار: سافر شقيقي من أجل مستقبله وعمره لا يتعدي 19 سنة ولو وجد فرصة عمل كريمة في مصر لم يكن يفكر أبداً في الخروج من قريته لذلك فالمسئولون عن قتله كثيرون فقد قتله الفقر والبطالة وإهدار كرامة المصري في كل مكان في مصر وخارجها لذلك أطالب بمحاسبة المسئولين عن قتله. ولم تكن أسر الشباب المحتجز أقل حزناً من أسرة الشاب المتوفي، حيث إنهم لا يزالون أحياء ولكن لا يعرفون سبباً لاحتجازهم أو مقدار المعاناة التي يعيشون فيها. وتقول فاطمة الإمام السيد «43 سنة»- ربة منزل- إن نجلها هشام شادي علي «19 سنة» حاصل علي دبلوم وهو الابن الوحيد علي بنتين لها ووالده متوفي وعمل فترة نقاشاً في مصر إلا أن جميع زملائه سافروا إلي الأردن ولبنان للعمل هناك حيث الإقامة والعمل هناك ميسران فسافر إلي الأردن وكان يتمني أن يعمل في لبنان. وتضيف شقيقته هالة «18 سنة»: هشام سافر بعقد عمل دفع فيه 10 آلاف جنيه وموثق من الخارجية وكان يتولي أمورنا أنا وأمي وشقيقتي الصغري ناني «15 سنة» بعد وفاة والدنا وعلمنا أنه في سجن عمان واتصلنا بالخارجية المصرية ولم نحصل علي رد واضح. وطالبت أسرة إسلام أحمد البيلي عبدالفتاح «19 سنة» بتدخل الخارجية المصرية لإنقاذ هؤلاء الشباب وإنقاذ مستقبلهم وقال والده إن إسلام سافر منذ شهر تقريباً وعلم أنه تم اتحجازه بعد مقتل صديقه رامي وكنت أتمني أن يعودوا جميعاً قبل جثة رامي ولكن هكذا نتعامل مع زهرة شبابنا نتركهم للذل خارج مصر حتي إذا رجعوا كرهوا كل شيء. وبدموع الحزن تقول السيدة عبدالله- والدة محمود السعيد عبدالعزيز «18 سنة»-: ابني سافر بعد أن وجد أشقاؤه دون عمل فمحمد «29 سنة» مدرس إنجليزي- وعبدالعزيز- حاصل علي تربية نوعية- وعادل- حاصل علي دبلوم ولا يعمل- وسافر منذ يوم 26 يناير الماضي بعد أن جمعنا له مبلغ 7500 جنيه واتصل بنا بعض أبناء القرية هناك وقالوا إنه في سجن عمان.