تكبير وتهليل وقراءة قرآن، كست أول لقاء بالمشيخة العامة للطرق الصوفية لمرشح رئاسي، وهو عمرو موسى، بطابع روحي. شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادي القصبي استهل الجلسة بالتذكير بأن الجمعية العمومية الأخيرة للمشيخة، التى عقدت منذ أكثر من شهرين، أقرت الاتفاق على أن تتوحد أصوات الصوفيين على مرشح بعينه، وقال «ها نحن اليوم نستقبل أول المرشحين للاستماع إلى برنامجه الانتخابي ورؤيته المستقبلية لقيادة مصر»، وأضاف القصبي ل«الدستور الأصلي»، أن برامج المرشحين للرئاسة هى المعيار الأوحد لاختيار المرشح، بعد عرضها على مشايخ الطرق، ثم مناقشتها داخل الجمعية العمومية.
وخلال اللقاء، ناشد موسى جموع الصوفية ورموزها أن يكونوا صوتا واضحا في إنقاذ مصر، فى الوقت الذى وجدت خلاله جماعات ورموز تحاول الخلط بين السياسة والدين، لافتا إلى ضرورة أن تؤخذ وثيقة الأزهر أساسا في صياغة الدستور. موسى أوضح برنامجه تفصيلا خلال اللقاء، بادئًا من العلاقات الخارجية والقضايا الإسلامية، مشددا على أن القدس هى قلب وضمير كل مصرى، فإذا لم تهتم مصر بهذ القضية ضاعت القدس.
ورغم حديثه عن «مؤامرات تُحاك ضد مصر» عند كلامه عن إيران، وذكره للصراع القائم بين مصر وإيران وانتقاد ما سماه «محاولات تمرير أجنداتهم إلينا» مؤكدا أن مصر هى الأقوى، إلا أنه اعتبر فتح ملف السُّنة والشيعة نوعا من تكريس الطائفية، وداخليا أعلن عن نيته تشكيل مجلس للأمن القومي، الذى يتكون من الرئيس ووزرائه داخل المنظومة العسكرية والجيش، التى يراها موسى ضرورة ملحة على شاكلة الدول الغربية الكبيرة، واقترح كذلك إنشاء مجلس اقتصادي واجتماعي مصري يتكون من علماء اقتصاديين وعلماء اجتماع، يقومون عبر تقارير ودراسات بتوصيف الحالة وتقديم روشتة علاج دائمة للخروج من أزمات قد تواجه المجتمع.
موسى لاقى قبولا من مشايخ الصوفية، منهم شيخ الطريقة الرفاعية الشيخ طارق الرفاعي، قائلا «عمرو موسى هو الأجدر بالقيادة في هذه المرحلة»، أما شيخ الطريقة الجازولية، أما الشيخ سالم الجزولي فلفت إلى أن الجامعة العربية والعمل السياسي السنوات الماضية منحت شخصية موسي ثقلا كبيرا، مؤكدا أن الاتهامات الموجه إليه باعتباره محسوبا على النظام البائد بعيدة كل البعد عن الصحة.