هددت القيادة الفلسطينية برفض قيام اي مفاوضات، حتى غير مباشرة، مع اسرائيل بعد قيامها بادراج اماكن مقدسة في الضفة الغربيةالمحتلة ضمن تراثها. وجاء هذا التهديد بعد وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرار اسرائيل ضم الحرم الابراهيمي في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم، المعروف لدى الفلسطينيين باسم مسجد بلال بن رباح إلى قائمة التراث الاسرائيلي ، بأنه استفزاز خطير "يهدد بحرب دينية" وقال امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه في مؤتمر صحافي في رام الله ان "ما يجري الان يستهدف تسميم الاجواء من قبل حكومة اليمين المتطرفة، التي لا تريد سلاما ولا مفاوضات جادة". واتهم عبد ربه اسرائيل بالسعي من خلال قرارها الاخير الذي اثار حفيظة عدة دول عربية واسلامية الى افشال الجهود الدولية الرامية الى قيام مفاوضات جادة بين الفلسطينيين واسرائيل. وقال "ما يريدونه هو غطاء يمثله شكل من اشكال المفاوضات، وتحت هذه الغطاء تستمر اسرائيل في عملية التهويد والاستيلاء على الارض وبناء نظام عنصري استبدادي". واكد عبد ربه انه "سيكون من الصعوبة، ان لم يكن من المستحيل، انطلاق مفاوضات جادة، سواء مباشرة او غير مباشرة، في ظل هذه الاجواء". من جهتها، قالت عضو اللجنة التنفيذية حنان عشراوي في المؤتمر الصحافي نفسه ان "ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية، هو فضح لطبيعة النظام الاسرائيلي ومحتواه، الذي فقط يود استغلال المفاوضات لتنفيذ سياساته". وقالت عشراوي "القضية خطيرة ولا يمكن استمرار المفاوضات في ضوء هذه الممارسات التي تتناقض مع المفاوضات وتعتبر استفزازا صارخا". في الوقت نفسه نظمت حركة حماس مساء الأربعاء مسيرة في مدينة غزة احتجاجا على القرار الاسرائيلي بإدراج موقعين مقدسين في الأراضي الفلسطينية المحتلة موضع خلاف سياسي ديني مع الفلسطينيين على لائحة المواقع الاثرية في اسرائيل. وتجمع المتظاهرون وسط مدينة غزة وهم يحملون رايات حماس الخضراء.وقال يوسف فرحات الناطق باسم حماس في المنطقة الوسطى لقطاع غزة "خرجنا اليوم في هذه المسيرة الجماهيرية الغاضبة لنسمع صوتنا لكل العالم، خرجنا نصرة للمسجد الابراهيمي، نصرة لمسجد بلال ونصرة للمسجد الاقصى".وحذر فرحات اسرائيل قائلا "ان السكوت لن يطول وهذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، فاحذروا".وتوجه الى القادة العرب "يا قادة الامة انتبهوا نواقيس الخطر تدق، هناك اعتداءات اخرى قادمة على مقدساتنا".وطالب فرحات ايضا السلطة الوطنية الفلسطينية بان "تتوقف عن التعاون والتنسيق مع الاحتلال، فهذه جريمة ندفع ثمنها كل يوم". ودعا اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة لانتفاضة شعبية فلسطينية لمواجهة القرار الاسرائيلي .ويقع قبر راحيل على مدخل بيت لحم قرب القدس والحرم الابراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة. ورصدت الحكومة الاسرائيلية موازنة تبلغ اكثر من مئة مليون دولار للحفاظ على 150 موقعا تاريخيا في اسرائيل. واللائحة الاساسية لم تكن تشمل هذين الموقعين المقدسين. وكان قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي الأحد اثار موجة استياء حين اعرب عن امله في ادراج الحرم الابراهيمي في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم ضمن خطة للحفاظ على المواقع الاثرية في اسرائيل.