أكثر ما أخاف عليه فى هذه اللحظة هو الإسلام كدين وليس الإسلام كسياسة..يبدو أن الرئيس المحتمل السابق حازم صلاح أبو إسماعيل ومعه أنصاره يذهبون إلى فخ العنف ضد الجميع وخاصة المجتمع تحت شعار الجهاد فى سبيل الله و لابد أن نرفضه جميعا ونقف ضده فكرا وإعلاما وحديثا فى الشوارع مع الناس حفاظا على سلمية الثورة وسلمية المظاهرات ولابد أن لانتورط فى أي نوع من العنف يأتي من قبل الإسلام السياسي فيؤثر بالسلب على وضعية الإسلام كدين ...لابد أن نعترف أن كل مايحدث من الإسلاميين وخاصة بعد الثورة هو يؤثر بالسلب والإيجاب على الإسلام نفسه ولم يعد مقبولا الفصل بين الإسلام والمسلمين فى مظلة الحرية المتاحة للجميع الآن وبعد الثورة التى أعطت الجميع شرعية العمل السياسي والإصلاحي فى مصر المجتمع والدولة على حد سواء. لابد أن يعرف تيار الإسلام السياسي أنه فى مأزق الآن بسبب أنصار حازم أبو إسماعيل ربما يجعل للمجلس العسكري الشرعية فى إستخدام عنف الدولة "المشروع" ضد العنف الشعبي والسياسي الذى هو "غير مشروع" فى هذا اللحظة من التاريخ وأنا لا أريد لهم أن يقعوا فى الفخ والشرك وأضم صوتي إلى صوت بكار الذى خاطبهم قائلا "يا شيخ حازم سر على درب عثمان بن عفان... ومازال أمامك الكثير لتؤديه لبلادك في غير موقع الرئاسة.... ويا أنصار الشيخ حازم كم من المرات اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في انتقاء الأشخاص، ولم يخن أحدٌ منهم الآخر، يكفيكم موقف عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد على الرغم من استعمال أبى بكر له واقتناعه به... حافظوا على وحدة الصف ومشروعكم الإسلامي ولا تخربوا البيت من داخله.
وإذا لم يدرك رجالة أبو إسماعيل أن الإسلام أول هدف له هو أن يسلم الناس والوطن من الأذى وأن تكون السلمية دائما طريقا للثورة والعمل على التغير داخل الوطن, لابد أن نجنب أنفسنا وأيضا مشروع نهضة الوطن العنف تحت أي مسمى ولابد أن تكون السلمية هي الطريق لكل أنواع التغير حتى لانجد أنفسنا فى عنف دموي وهذا العنف سوف يجعل الناس تخاف من المتدينين ومن ثمه تخاف من الإسلام نفسه وهذا ما لانريده ..كما لانريد أن نجهز اللحظة لكل الساسة الفشلة والسادة المختلفين مع المشروع الإسلامي ليشيروا على المجلس العسكري بالعنف ضد كل ماهو إسلامى سواء كان فكرا أو سياسة أو حتى عبادة .
وإذا حدث هذا سوف أجد نفسي والكثيرين يختارون حزب الكنبة وسوف يكون حديث رسول الله هو شعارنا كحزب كنبة جديد يتمسك بالكنبة بما لايخالف شرع الله وسوف نردد على أنفسنا فى هذه الساعة التى هى ساعة فتنة بدأت فى الظهور فى مصر " الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة".
ولابد أن تعرفوا جيدا ان الآن الخيار لكم فى أن تجعلونا معكم فى كل شئ وفى الحق وضد الباطل أو ان نكون بعيدين عنكم تماما وليس لنا فيكم وليس لكم فينا...الحد الفاصل بيننا وبينكم هو العنف حتى وإن كان تحت شعار الجهاد فى سبيل الله...فأنا لا أجد ان فرض الجهاد يمكن له أن يُطبق بين المصريين وبعضهم البعض او المسلمين وبعضهم البعض ولابد أن تعلموا جيدا أن التيار الإسلامي بما فيه الإخوان لم يسكب الناس بعد أن أعطوه صوته فى الانتخابات بل هو فى خسارة دائمة ومتوالية بسبب بعده عن مشاكل الناس فى الشارع وإنشغاله فى الشأن السياسي وتجاهله الشأن الإجتماعى.
لابد أن يعلم الجميع أن هناك مشكلة حقيقية صنعها الإسلاميين وهى أن الناس يمكنها الآن أن تقبل اعتقالهم أو حل مجلس الشعب أو اى شئ يحدث لهم وهذا يرجع ببساطة إلى أداء الإسلاميين الذى لم يُحدث تغيرا أو أضاف شيئا مهما للناس على المستوى الاجتماعي ...فالمواطن حتى هذه اللحظة يعانى نفس الأزمات اليومية من عيش وبوتاجاز وبنزين وسولار وضعف فى العلاج ...حتى أن هذه اللحظة السويس تحترق ولاتجد من يطفئها ولابد أن نعرف أن مايحدث فى هذه اللحظة يجعل المجلس العسكري لديه الشرعية فى أن يصادر مصر لحسابه ويحكمها هو وهذا ما لانريده وهذا قريب الحدوث وخاصة أن المواطن كل ما يحتاجه الأمن وبعض الخدمات الإجتماعية والتي يمكن للجيش أن يقوم بها بسهولة من أجل أن يُؤمم مصر مرة أخرى لحسابه وخاصة أنه فى الفترة الأخيرة أصبح جليا لنا جميعا أننا فى صراع بين الدولة المصرية"الشعب والمجتمع" وبين دولة العسكر "الجيش والمجلس العسكري".
ياولاد أبو إسماعين عودوا إلى بيوتكم واشتغلوا بهدوء خلف دكتور عبد المنعم أبو الفتوح فهو أيضا ذا مشروعي إسلامى أفضل بكثير من مشروع حازم ...إعملوا من أجل المشروع وليس من أجل شخص.