بعد كل تلك المواقف التى إتخذتها جماعة الإخوان المسلميين ضد الثورة وثوارها تحاول الآن تلك الجماعة التغنى بمقولة أنهم يعملون من أجل صالح الشعب والثورة وذلك بعدما غضب عليهم مجلس الجنرالات بعد إنقضاء شهر العسل بينهم الذى لم يدم طويلاً، فما كان منهم إلا التهديد بعمل مليونية بزعم الدفاع عن الثورة ومصالح الشعب الذى إنتخبهم ونسى هؤلاء أنهم لم يقدموا أى شيئ للثورة حتى الآن ولن يقدموا لها سوى الكلمات والوعود البراقة التى لا يتحقق منها شيئ بل نسى هؤلاء أنهم أول من أقام الدنيا صراخاً ودفاعاً عن وزارة الداخلية ووزيرها وقواتها وخراطيشها وغازاتها المسممة التى فتكت بصدور المصريين العّزل وقتلتهم شر قِتلة ووصفهم بالبلطجة هل يتذكر هؤلاء مشروع القانون الذى تقدم به النائب صبحى صالح الذى يصادر حق الإجتماع وممارسة التظاهر السلمى حتى لا يتظاهرعليهم أحد من الشعب، أم تناسوا ذلك الموقف المخزى من المادة (28) الخاصة باللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة والتى وافقت الجماعة على تمريرها دون مناقشة لقد نسيت الجماعة كل وعودها البراقة ولم تتذكر سوى مصالحها فقط ولم تكتفى بمجلس الشعب والشورى وغالبية نقابات مصر فطمعت فى حصد كل السلطات فى يدها من رئاسة الحكومة إلى رئاسة الجمهورية حتى تفعل ما يحلوا لها فى البلاد والعباد وإننى أتسائل أين الوفاء بالعهد الذى قطعته تلك الجماعة على نفسها عندما أعلنت أنها لن ترشح أياً من أعضائها لمنصب رئيس الجمهورية وهى تسعى لترشيح أحد أهم أعضائها لهذا المنصب الآن وهو المهندس خيرت الشاطر وعندما أيقنت أن مصالحها وأهدافها لن تتحقق تحاول الظهور مرة أخرى بنفس القناع القديم وهو قناع شرعية الثورة والميدان وتهدد بمليونية أملاً وطمعاً فى مساندة الشعب لها للضغط على مجلس الجنرالات ولكن هيهات هيهات فهذا لن يحدث ولو تم حل ذلك البرلمان المحكوم عليه بالفشل فلن تستطيع تلك الجماعة أن تحصل على نفس النسبة التى حصلت عليها من قبل ففى المرة الأولى كان الشعب مسانداً لها أملاً فى تحقيق طموحاته لكن هذه المرة لن تحصد إلا أصوات أعضائها بعدما وعى الشعب الدرس جيداً وتكشفت له الحقيقة كاملة جلّية فى عملية نكبة الدستور(إعداد الدستور) والتى تريد أن تفصّله تلك الجماعة على نفسها دون النظر لأى إعتبارات أخرى وأولها إعلاء مصلحة المواطن المصرى مهما كان دينه أو إنتمائه السياسى فهل يعقل أن تلك اللجنة لا تشتمل إلا على فقيه دستورى واحد وشخصيتين مسيحيتين فقط وهل يُعقل أن تواصل تلك اللجنة عملها بعد إنسحاب كل من الأزهر والكنيسة وكثير من الشخصيات والرموز التى رفضت أن تشارك فى عمل هذه اللجنة ثم أين رموز الفكر والسياسة ورموز الثورة وشبابها الذين ضحوا بالغالى والنفيس كيف يمكن أن يوضع دستور بغير تلك النخبة ، إذن ما نفهمه ونراه واضحاً جلياً هو أن جماعة الإخوان تريد أن تضع دستور مصر كيفما تريده هى لا كيفما يريده الشعب وهذا بالطبع لن يكون . هنيئاً لكم بعض الوقت بمقاعد السلطة التى أوشكتم على مغادرتها ، بلا أى أسف من الشعب عليكم .
لقد راهنتم على الجواد الخاسر وهو جواد السلطة والنفوذ ولم تراهنوا على الجواد الرابح وهو الشعب ذلك الشعب العظيم الذى وعي الدرس جيداً .
والآن تحاولون الرهان عليه لكن بعد أن ... فااات الميعاد (يخطئ من يظن أن الثورة فى الميدان فقط) الثورة مستمرة