يبدو أنّ دور العشيرة في العراق تجاوز القضايا القطرية إلى القضايا ذات البعد الإقليمي، ويحاول السياسيون اليوم كما النظام السابق توظيف العشيرة لصالح أجندتهم السياسية. ودخلت العشائر كذلك على خط الأزمة السورية دعمًا ورفضًا لنظام الأسد. أما الحدث الثاني الذي يشير اليه كاظم ويبرهن أن دور العشيرة تجاوز المحلي الى الاقليمي، فهو دخول عدد من العشائر العراقية على خط الازمة السورية.
فقد التقت عشائر عراقية من وسط وجنوب العراق الرئيس السوري بشار الاسد معربة عن دعمها له ، مبدية تخوفها من أجندة متشددة في سوريا تشكل خطرًا على العراق. لكن كاظم يرى أن الوفد العشائري الذي التقى الاسد لم يكن ليحدث لولا وجود تنسيق سياسي على مستوى عالٍ بين اطراف سياسية عراقية والحكومة السورية في أجندة واضحة تصب في خانة النظام في دمشق. لكن الشيخ حسين الطائي الذي شارك في الوفد، يؤكد أن الغرض من زيارة الوفد هو لتأمين وضع أمني مستقر في العراق بعدما تحدث كثيرون عن تهديدات لا تصب في صالح الوضع في العراق. ويرى الطائي أن العشائر العراقية اتفقت في خطابها الى الاسد على أن استقرار الامن في سوريا يصب في صالح العراقيين، ويتابع: "هذه لا يعني ابداً أن العشائر العراقية تؤيد سياسيًا الاسد ضد شعبه، بل أنها تخشى فوضى أمنية تهدد الاستقرار في العراق". وعلى العكس من ذلك، فإن عشائر عراقية في المنطقة الغربية من العراق، أبدت تأييدها للمعارضة السورية، ودعمها لها بالأفراد والسلاح.