الجدل الدائر حاليا حول جنسية والدة مرشح الرئاسة حازم صلاح أبو إسماعيل، الذى يتحدى جميع المرشحين على منصب رئيس الجمهورية، يفتح الباب لأن يتقدم كل من يرشح نفسه لمنصب عام ببيانات كاملة عن شخصه وأفراد كل أسرته وممتلكاته وممتلكاتهم، فالشعب يريد الشفافية. ولم يعد ما فعله مبارك عبر 30 عاما من الفساد والإفساد والحكم العائلى.. والنهب العائلى أيضا ينفع مع الناس.. فما بالكم بمنصب رئيس الجمهورية؟!
فمطلوب من كل مرشح أن يقدم للرأى العام -لا إلى لجنة الانتخابات فقط- إقرارا بذمته المالية وبالتفاصيل،
وأن يقدم كل التفاصيل عن أسرته.
والمفروض أن يكون هناك تشريع لكيفية إدارة أموال الرئيس القادم خلال توليه منصبه، احتذاء ببعض الدول الديمقراطية التى سبقتنا فى هذا المجال.. وحتى يعرف الشعب ماذا جنى الرئيس خلال توليه منصبه.. ولا يفاجأ بأن لديه المليارات، وأنه كان يحصل على عمولات من كل الصفقات والتعاقدات -سواء كانت سلاحا أو غيره- التى كان يبرمها، باعتباره رئيسا للدولة، ناهيك بتسهيل نهب المال العام لأفراد أسرته وموظفيه الكبار.. كما حدث مع مبارك وعائلته وأفراد عصابته التى كانت تحكم وتتحكم فى البلاد.
فأصبح مطلوبا من عمرو موسى أن يعلن صراحة عن مكافأة نهاية الخدمة التى حصل عليها من الجامعة العربية، والتى تقدر بخمسة ملايين دولار، غير ما حصل عليه من مناصبه فى الخارجية.
وكذلك مطلوب من أحمد شفيق أن يعلن ماذا جنى من 10 سنوات فى وزارة الطيران! وكذلك الأشهر القليلة التى قضاها فى رئاسة حكومة مبارك، وبعد الثورة بأيام.. خصوصا أن هناك تقارير عن أن بعض وزراء حكومة شفيق كانوا يحصلون على عدة ملايين فى الشهر كراتب ومكافآت وحوافز، ومن بينهم إبراهيم مناع، الذى جاء به وزيرا للطيران.. وهو أحد أهم مساعديه الآن فى حملته للترشح للرئاسة!
والأمر ينطبق على باقى المرشحين.
وهناك أيضا مرشحون اشتروا تأييد بعض أحزاب الأنابيب -التى هى من صناعة أمن الدولة- بملايين الجنيهات، ولعل زملاءنا الصحفيين يذكرون أن أحد رؤساء الأحزاب الذين ما زالوا على الساحة كان يبيع عضوية نقابة الصحفيين بخطابات صادرة عن جريدة الحزب للنقابة (توقفت الجريدة منذ سنوات) فليس غريبا أن يبيع تأييد أى مرشح ليست له علاقة بالحزب، ما دام سيدفع الملايين.. ولعل من الطريف أن رئيس الحزب الذى فعل -ويفعل- ذلك استطاع الحصول على الحصانة -كما كان يحصل عليها فى زمن حسنى مبارك وصفوت الشريف- من خلال دخوله البرلمان!.. ويتكلم الرجل الآن عن لجنة الدستور ويحضر اجتماعات المجلس العسكرى مع الأحزاب لإنقاذ الإخوان من انهيار اللجنة.
أعود إلى ما يثار عن جنسية والدة المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل، فالمعلومات المتداولة بين الناس، وعلى صفحات «فيسبوك»، تؤكد أن والدته نوال عبد العزيز نور، من مواليد 3/8/1946 وتوفيت عام 2010، وقد أقامت عدة سنوات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية برفقة أبنائها، وأنها حصلت على الجنسية الأمريكية على غرار شقيقته حنان صلاح أبو إسماعيل، وشقيقه أحمد صلاح أبو إسماعيل.
وقد تكون المعلومات صحيحة وقد تكون خاطئة، وهو ما يحتاج إلى بيان واضح وصريح.. وليس كما رد باستهتار فى المنصورة عندما سئل عن ذلك بقوله: ناقص يقولوا إن شقيقته فرنسية وإن زوجته إسرائيلية!
ولنذكِّر المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل عندما أراد نظام مبارك تشويه الدكتور محمد البرادعى فى إطار حرب النظام عليه وتشويهه -الذى لا يزال قائما حتى الآن- من أنه مرة يحمل الجنسية النمساوية، ومرة أخرى يحمل الجنسية السويدية.. ونشرها عن طريق إعلامه البلطجى من رؤساء تحرير كانوا يعملون فى خدمة النظام.. لكن الرجل خرج واضحا وصريحا متحديا النظام السابق وإعلامه، بأنه لا يحمل سوى الجنسية المصرية، متحديا أن يقدم النظام أو أجهزته الأمنية مستندا ينفى كلامه، لكن حازم صلاح أبو إسماعيل يستهتر، رغم أن هناك من مناصريه -فى إطار الدفاع عنه وعن تمويل حملته- من قال إن جزءا كبيرا من تمويل حملته من أشقائه المهاجرين فى أمريكا!
فيا أيها المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل مطلوب منك الإجابة بشكل واضح وصريح..
ويا أيها الذين فى الدولة.. أليست لديكم معلومات فى هذا الشأن؟!