التقي الدكتور محمد البرادعي- المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- أمس عمرو موسي - الأمين العام للجامعة العربية- بمقر الأمانة العامة للجامعة لمدة ثمانين دقيقة، فيما بدا أنه محاولة لتشكيل تحالف سياسي غير معلن بين الشخصية التي تردد اسمها بقوة في إطار الترشيحات لانتخابات الرئاسة المقبلة في مواجهة سيناريوهات توريث السلطة في مصر. وتجنب البرادعي الرد علي أي أسئلة ولم يدل بأي تصريحات في ختام اللقاء، وهو ما فسره البعض بأنه محاولة لتجنيب موسي المزيد من الإحراج مع نظام الرئيس حسني مبارك ولتفادي استغلال منصة الجامعة العربية لتناول قضايا داخلية. وتوجه موسي فور انتهاء الاجتماع إلي مطار القاهرة الدولي، حيث غادر إلي السودان لافتتاح مؤتمر لتشجيع الاستثمار والتنمية في مدينة جوباجنوب السودان، بمشاركة كل الدول العربية، وكان البرادعي قد قال قبل اللقاء إنه يأتي في إطار ارتباطه بعلاقة صداقة مع موسي منذ أن كانا يعملان معًا في وزارة الخارجية المصرية، مشيرًا إلي أنه سيتم أيضًا خلال اللقاء النقاش حول عدد من القضايا العامة. وقال موسي في تصريحات له عقب اللقاء: إن الدكتور البرادعي حريص علي لقائي في كل زيارة يقوم بها إلي مصر، وتحدثنا عن الوضع النووي في منطقة الشرق الأوسط والوضع عمومًا في المنطقة والمجتمع المصري والحركة العامة فيه. وردًا علي سؤال حول مدي إمكانية الاستفادة من خبرات الدكتور البرادعي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.. قال الأمين العام: «بالطبع يمكن هذا حسب تطورات العمل، والمهم أن نبدأ في تأكيد المسيرة العربية والمصرية بصفة خاصة نحو الاستخدامات السلمية للطاقة النووية علي أوسع مدي بما تسمح به معاهدة منع الانتشار النووي». وعما إذا كان اللقاء تطرق إلي الوضع الداخلي في مصر.. قال موسي: «إن الوضع الداخلي في مصر في حراك مستمر وهناك حديث عن حاضر مصر ومستقبلها وهذا مشروع للكل الحق أن يتحدث فيه وفي إطار نقاش حر وسلمي وحركة سياسية تضيف إلي المجتمع المصري». وقال هشام يوسف - مدير مكتب موسي ل «الدستور»- إن اللقاء بين موسي والبرادعي لقاء طبيعي لا ينبغي تأويله أو النظر إليه بحساسية. مضيفًا: عندما كان البرادعي في منصبه كان حجم المعلومات التي يمكنه الحديث عنها بشأن البرنامج النووي الإيراني أو النشاط النووي الإسرائيلي والوضع في العراق محدودة، أما الآن فقد تحرر من أعباء منصبه ومسئولياته وباتت معلوماته أكثر. وأوضح يوسف أنه مع الحساسيات المعروفة إلا أنه لا يجب الاستغراب من توقيت لقاء موسي مع البرادعي أو محاولة القفز إلي نتائج مسبقة، ومن المنتظر أن يجتمع البرادعي اليوم مع ممثلين من جميع المدارس الفكرية التي ترغب في توجيه بعض التساؤلات إليه ومعرفة خطواته التالية في ظل المطالب الشعبية التي تدفعه إلي الترشيح لانتخابات الرئاسة المقبلة. من جانبه أكد الدكتور حسن نافعة- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومنسق حركة «مصريون ضد التوريث»- أن اللقاء الذي سيعقد في السابعة مساءً أعطي أولوية للجنة التحضيرية ضد التوريث ومجموعة من الشخصيات المصرية التي شملت جميع التيارات السياسية المصرية ومنها الإخوان المسلمون الذي سيحضر عنهم سعد الكتاتني، وأبو العز الحريري عن حزب التجمع، وأسامة الغزالي حرب ممثلاً لحزب الجبهة الديمقراطية، وأيمن نور ممثلاً لحزب الغد. وأشار نافعة إلي أنه مقيد بعدد قام بتحديده الدكتور البرادعي للشخصيات التي ستحضر اللقاء في منزله بمزرعة جرانة بحيث لا يزيد علي 30 شخصية وهو ما جعل عملية اختيار الشخصيات صعبة بحيث لا يغيب أحد من القوي السياسية المصرية.