يحكي أنه في قديم الزمان، كان هناك حمار شهاب الدين، وهو حمار ذكي وعبقري، كان يؤمن بأن مهمته في الحياة هي الدفاع عن كل ما يفعله الوالي وحزب الوالي ورجال الوالي وأتباع الوالي، ولأنه حمار مهما بلغت حكمته فهو لم يفرق بين الحق والباطل، ولم يدرك أنه كان غيره أشطر، فحمير كثيرة قبله فعلتها، ودافعت عن الوالي القديم، وحتي الجديد، في حماسة شديدة، وسعت لإلباس الباطل ثوب الحق، ثم انتهي بها الحال إلي الرفس من منصبها، ومن اللعبة كلها، وأصبحت مجرد تاريخ وسخ، لفترة أوسخ.. المهم أن حمار شهاب الدين قد حضر جمعية عالمية، تضم كل ممثلي الولاة الآخرين، تتحدث عن حقوق الإنسان، وعلي الرغم من أنه أول من يعرف أن الوالي ونظام حكمه لا يعرفان حتي معني حقوق الإنسان، وأنهما قد استشارا في هذا أخونا اللمبي، الذي أكد لهما أن لجنة حموم الإنسان، هي اللجنة التي تشرف علي عملية تغسيل من لقوا حتفهم من التعذيب، أو من انفقعت مرارتهم من كثرة الفساد، ثم عاد وأكد لهما أن لجنة حروق الإنسان هي لجنة مؤلفة من كبار رجال النظام والأمن، وتشرف علي متابعة آثار الحروق، التي يصنعها الصعق بالكهرباء، في أقسام شرطة الولاية ومعتقلاتها، ولما كان الوالي وأتباعه يؤمنون بأخونا اللمبي، وبأنه أحكم أهل عصره، ولما كانوا يعلمون أنه علي حق، وأن هناك من يلقون حتفهم من التعذيب، ومن تصيبهم الحروق من الصعق بالكهرباء بالفعل، فقد صدقوه، وأبلغوا حمار شهاب الدين بأن كل شيء تمام التمام، ولم يكن هذا يعنيه، فهو سيدافع عنهم، حتي لو كانوا أبالسة، وسيؤكد أنهم شياطين، وعندما فعل، ضج مندوبو الولاة الآخرين بالضحك، ثم استشاطوا غضباً، وأكدوا له أنهم ليسوا حميراً مثله، وأنهم يعرفون الحقيقة، وأثبتوا له أن الوالي ونظامه وأتباعه، لا يعرفون حتي معني حقوق الإنسان، وعاد إلي بلاده يجر أذيال الخيبة، ليعلن فيها أنهم صفقوا له وأعجبوا به.... طبعاً ما فهمش.... ما هو حمار... ملحوظة : (حمار شهاب الدين) مسرحية عرائس شهيرة جداً للأطفال، وأي تشابه بينها وبين ما يحدث في الواقع، قد يعني.... أن نيتي وحشة.