«مبارك»: هذه المؤتمرات حبيسة في القاعات المغلقة ولم تصل إلي عقول الجماهير طنطاوي ونظيف في حوار جانبي على منصة مؤتمر الشريعة أمس استشهد البابا «شنودة» بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ب12 آية قرآنية تؤكد مبدأ حرية العقيدة، وذلك في مؤتمر «مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر» الذي تنظمه وزارة الأوقاف. وقال البابا «شنودة» في كلمته بالمؤتمر: إن حكمة الشريعة الإسلامية تقتضي عدم الإكراه في الدين باعتبار أن أساسه الإيمان، وأن الله يريد الإيمان الحقيقي من البشر والإكراه ضد حرية العقيدة، فمن يُكره علي اعتناق ملة أو ديانة يعيش بشخصية مزدوجة، ودون راحة ضمير، وينتهي به الأمر إلي الردة والرغبة في العودة إلي دينه القديم. يذكر أن عدداً من الوفود الأجنبية أبدت استياءها من أخطاء البابا «شنودة» خلال قراءته عدداً من الآيات القرآنية. وكان المؤتمر العام الثاني والعشرون لوزارة الأوقاف قد افتتح صباح أمس بكلمة للرئيس «حسني مبارك» قال فيها: إنه بالرغم من وجود مؤتمرات حوار الأديان، فإن الرسالة التي تحملها هذه المؤتمرات لم تصل إلي عقول الجماهير. وقال في كلمته التي ألقاها عنه الدكتور «أحمد نظيف» رئيس الوزراء في افتتاح المؤتمر، إن هذه المؤتمرات بقيت في إطار النخبة حبيسة القاعات المغلقة حتي نتج عن ذلك سوء فهم وأحكام مسبقة عن الإسلام. وطالب الرئيس علماء المسلمين ببذل جهود مضاعفة من أجل تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، والقيام بجهد علمي للكشف عن الجوهر الحقيقي للشريعة الإسلامية، وتحديد قيمة الرحمة التي حث عليها الإسلام من أجل حماية حقوق الأفراد والجماعات. وأضاف: إن إظهار مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدور حولها أعمال المؤتمر وهي حماية النفس والعقل والدين والنسل والمال من أهم قضايا حقوق الإنسان التي أصبحت مثارة علي الساحة الدولية، ولابد أن يكون الاهتمام بها من الأمور الأساسية وألا يعتبرها المسلمون ترفاً أو كماليات. من جانبه، أكد الدكتور «حمدي زقزوق» وزير الأوقاف ورئيس المؤتمر أن تصدي أعمال المؤتمر هذا العام لبحث قضية مقاصد الشريعة الإسلامية يأتي مواجهة للأخطاء المغلوطة التي انتشرت في العالم الإسلامي، وليفسر أن الجهاد الذي يدعو له الإسلام ما هو إلا حرب لرد عدوان واسترداد الحقوق المشروعة للمسلمين، ولتوضيح أن هناك تيارات منغلقة في عالمنا الإسلامي تعمل جاهدة علي ترسيخ مفاهيم دينية خاطئة في أوساط الشباب. أما الدكتور «محمد سيد طنطاوي» شيخ الأزهر فأكد أن أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هي الحرص علي الأخوة بين البشر جميعاً، وعلي أن الاختلاف في العقائد لا يمنع التعاون، وأن احترام الآخر واجب ديني. وأشار إلي أن القرآن يرسم العلاقة الجيدة بين المسلمين وغير المسلمين، علي أن يكون الإعلان عن الحرب فقط للدفاع عن النفس، لأن العالم أصبح قرية واحدة يجب أن تتبادل المنافع والمعلومات لا الحروب والقتل. ومن جانب آخر طالب الشيخ «تيسير التميمي» وزير الأوقاف الفلسطيني علماء الإسلام بدعوة حكام الدول الإسلامية للقيام بدورهم الحقيقي ضد الاحتلال الإسرائيلي وألا يقفوا موقف المتفرج حيال انهيار المسجد الأقصي، وقال: إن علي علماء الأمة دوراً كبيراً في مسيرة جهاد العدو حتي يثق فيهم المسلمون، وألا يقتصر الخطاب الديني علي أحكام الفقه المتعلقة بالزواج والطلاق والبيع.