بتحديه لبوش حول العراق وسجله السياسي النظيف البرادعي بني ثقة العالم فيه اعتبرت مجلة «تايم» الأمريكية أمس أن المعارضة المصرية ستتمكن للمرة الأولي من تقديم مرشح قوي بديل ذي قيمة كبيرة إذا خاض الدكتور محمد البرادعي الانتخابات الرئاسية. وأكدت المجلة، في تقرير لها أمس، القبول الشعبي الذي يلقاه البرادعي، كما أنه رمز يحظي بالاحترام، وبرع في عمله بعيدًا عن النظام السياسي الفاسد في مصر. وقالت المجلة إن حملة ترشيح البرادعي لانتخابات الرئاسة في مصر انطلقت نيابة عنه علي الرغم من أنه هو نفسه لم يعلن ترشيحه لانتخابات الرئاسة. مشيرة إلي حملة ترشيحه علي موقع الفيس بوك الاجتماعي العالمي، فضلاً عن صحف المعارضة والمؤيدين الذين احتشدوا في المطار لاستقباله. وأوضحت المجلة أنه يبدو أن هناك عملية ديمقراطية في مصر لكن الوضع علي العكس تماما، فالمراقب يكاد لا يري أي مظاهر للديمقراطية في مصر، فالرئيس حسني مبارك يتقلد السلطة منذ نحو 28 عامًا ولم تجر في البلاد سوي انتخابات رئاسية تعددية واحدة في 2005 يقول مراقبون إنه شابها عمليات تزوير. وتابعت الصحيفة: إن مبارك لم يعلن بعد ما إذا كان سيرشح نفسه في الانتخابات المقبلة، لكنه يعتقد علي نطاق واسع أن يعد نجله جمال لخلافته. وأشارت المجلة إلي أن العديد من المواطنين في مصر يرون أن السلطة ستنتقل بشكل ملكي، خاصة أن الرئيس ليست له شعبية، كما أن جماعات المعارضة يتم التضييق عليها بشكل روتيني. وأكدت المجلة أن بعض مستقبلي البرادعي أقروا بأن دعمهم للدبلوماسي الكبير ينبع من معارضتهم الحالية للرئيس مبارك. ولفتت الصحيفة إلي أن استقبال البرادعي في مطار القاهرة كان مميزًا خاصة أن الحكومة تمنع التجمعات والتظاهرات دون تصريح كما أن أي إشارات علي التظاهر تقابل بقوات مكافحة الشغب. فقد هتفت الجموع بنهاية حكم مبارك بل إنها هتفت بذلك في المطار. وتابعت المجلة أن البرادعي شخصية غير عادية قياسا علي المعايير السياسية المصرية. لكن الصحافة الحكومية المصرية سارعت إلي استخدام ورقة أنه كان يعمل خارج مصر ضده. لكن هذه الورقة ميزة تلعب لصالحه. مشيرة إلي أن البرادعي بني ثقة العالم فيه في الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث تحدي الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش حول حرب العراق وتأكيده أن العراق لم تتملك أسلحة دمار شامل. كما أن البرادعي حاصل علي جائزة نوبل للسلام عام 2005 لعمله علي حظر انتشار الأسلحة النووية، كما أنه له سجل نظيف سياسيًا. لكن الصحيفة قالت إن حملة البرادعي ستواجه مجموعة مرهبة من المعضلات، فالانتخابات المقبلة ليس متوقعا لها أن تكون أقل إثارة للجدل عن انتخابات 2005، فالنظام أطلق حملة تضييق أمني علي جماعة الإخوان المسلمين التي تعد كبري الجماعات المعارضة. كما أن الدستور المصري بوضعه الحالي يجعل ترشيح البرادعي مستحيلاً تقريبًا. كما أن هناك معضلة أخري، بحسب «التايم» - هي ضعف المشاركة السياسية في العملية الانتخابية المصرية، مشيرة إلي أن احصائيات الحكومة كشفت عن أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة بلغت 23%. كما أن المصريين لا يعتقدون في قدرتهم علي التغيير عبر مراكز الاقتراع مصطفي عبدالرازقفي النظام الفاسد.