العوا: مبارك برئ حتى تثبت إدانته.. ونظامه كان يعتمد على «الخبل اللانهائي» في العلاقات الدولية د. سليم العوا قال الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن كان من ضمن مؤيدي بقاء المجلس العسكري في إدارة الفترة الانتقالية المقدرة بستة أشهر إلا أنه قام بتعليق حملته الانتخابية بسبب الغموض الذى سيطر على الوضع السياسي بعد مرور الفترة الانتقالية المقررة. وأضاف خلال كلمته بنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء أن مصر مقدمة على مرحلة خطيرة تحتاج إلا تطهير كافة المؤسسات من الفساد . وانتقد مسألة التأخر في إعلان انتخابات الرئاسة وجعل التصديق على توكيلات مرشحي الرئاسة إجباريا على المواطنين يحتاج المرشح لتسعة ملايين جنيه لاستيفاء التوكيلات المقررة لمرشحي الرئاسة، بسبب تكلفة التوكيلات رسميا التي تقدر بثلاثين جنيه للتوكيل. كما انتقد قرار اللجنة العليا للانتخابات بحظر الدعاية الانتخابية، لافتا أن رئيس المحكمة الدستورية لم يقرأ نصوص القانون جيدا، حيث أن ذلك لا ينطبق على المرشحين المحتملين، إنما ينطبق على المرشحين الذين يتم إعلانهم بالقائمة الرسمية، وتابع " يحزنني أن أجد هذا الكم من التصريحات التي تصدر من بعض رجال القضاء ولا تنم عن علم بالقانون" ،" وإلا كانت كل لقائاتي الحالية باطلة، ولن أتوقف عن لقائاتي إلا عندما يقومون بحبسي". وشدد على ضرورة استعادة مصر لمكانتها الدولية والعربية والإسلامية، مشيرا إلى أن الرئيس السابق لم يحضر طوال فترة حكمه أي قمة إسلامية وعددها 6 قمم إسلامية، مضيفا أنه أيضا لم يحضر أي قمة إفريقية منذ واقعة أديس أبابا، وهذا ما أدى إلى المشاكل العديدة مع دول المنبع لنهر النيل، والزيارة الوحيدة التى أقامها كانت رحلة غداء مع أحد رؤساء إفريقيا. وطالب بضرورة إعادة العلاقات مع دول المنبع قائلا "لا يجب أن نترك إسرائيل لدول المنبع"، مضيفا أن الحكومات السابقة وعلى رأسها مبارك كانت تعتمد على ما وصفه ب"الخبل اللانهائي" في العلاقات الدولية، حيث كان يعتمد الرئيس السابق على "كيميا العلاقات بين رؤساء الدول، لافتا إلى قطع العلاقات المصرية مع أحد الدول العربية لمجرد عدم انتظار مسئول تلك الدولة لاستقبال مبارك في المطار". وتابع "مصر كانت قادرة على استرداد كافة حقوقها المغتصبة، إذا عملت ليومين بجد فقط، فما بالكم إذا جاء بمصر حكومة مستعدة للتضحية بكل ما تملك لاسترداد حقوقها"، مضيفا أنه شاهد خلال ثورة يناير على مواقف تنم على شهامة شريحة كبيرة من المجتمع، قائلا " المصري إذا واجه التحدي ظهر أفضل مافيه.. ونحن نريد أن يواجه المصري تحدى بناء مصر الحديثة". وأكد أن أهم تحديات مصر تتمثل في مواجهة البطالة، لافتا أن أعداد كبيرة من المصريين لا زالوا في انتظار خطابات التعيين، دون أن يبحثوا عن مشاريع خاصة لهم حتى ولو بتكلفة صغيرة، مضيفا أن مصر بها العديد من الموارد التي تسمح لدعم هؤلاء الشباب مثل صناديق الدولة وأموال منظمات المجتمع المدني مما يتيح لامتصاص وباء البطالة خلال عام ونصف. ولفت إلى العديد من المشاريع الجديدة التي تساعد على دعم الاقتصاد مثل مشروع الطاقة الشمسية ومشروع تطوير الصحراء الغربية، فضلا عن مئات المشاريع الخاصة بالتعدين قيد التنفيذ والتي ينقصها فقط الإرادة السياسية، على حد قوله. وأكد على ضرورة تطهير القضاء الذي امتلأ بالمواقف التي أساءت للقضاء المصري، وآخرها كان قضية التمويل الأجنبي، مطالبا بتنحية المستشار عبد المعز إبراهيم من اللجنة المشرفة على ذلك ، لافتا أنه من المتوقع أن يتم الطعن على القضية بسبب وجود المستشار عبد المعز إبراهيم. وأوضح أن مشروعه الذي أطلق عليه " المشروع الحضاري الوسطي الإسلامي" أنه غير فردى ويشمل كل مصري وأساسه الدين الإسلامي الذي يضمن السلام للجميع . وردا على سؤال حول ماتردد عن اتفاق بين العوا والمرشحين الإسلاميين للرئاسة بالانسحاب مقابل التأييد للآخر قال العوا، أنه كان هناك مبادرة من إحدى الجهات الإسلامية للتناظر بين المرشحين الإسلاميين للخروج بمرشح واحد حتى يجتمع عليه الناس ، مشيرا أن حازم صلاح أبو اسماعيل وعبد المنعم أبو الفتوح امتنعا عن ذلك . وأردف قائلا "كنت أريد مائة مرشح من كل تيار من ليبراليين وعلمانيين وإسلاميين وغيرهم، لأن كل مشروع فكرى له تجليات على المؤمنين به بشكل متباين "، لافتا أنه كان هدفه هو عرض كافة أبناء التوجهات السياسية طوال فترة فتح باب الترشح ، إلى أن يصل الجميع للاتفاق على مرشح واحد من كل اتجاه . وحول مسألة التدخل الدولي في محاكمة الرئيس، أشار العوا أن هناك بعض الدول لا زالت تحاول التدخل في الإفراج عن مبارك مشيرا إلى أحد الدول التي اشترطت وضع وديعة في حساب مصر بشرط الإفراج عن مبارك. وأضاف "مبارك قانونا برئ حتى تثبت إدانته ولكن رأيي الشخصي أنه لا يجوز العفو عن من أضر بالشعب"، وكذا كل من أفسد في مصر طوال الثلاثين عاما الماضية، قائلا " لن يفلت أحدا من المحاسبة ".