مؤمن المصري يكتب: مذبحة بورسعيد.. ماسبيرو وأخواتها! مؤمن المصري مر أكثر من شهر على مذبحة استاد بورسعيد والتي راح ضحيتها عشرات المصابين و74 قتيلا ولم يسمع أحد من المصريين جواباً شافياً على السؤال الذي يطرحه الملايين: هل وصلنا للهو الخفي الذي نفذ المجازر الرهيبة منذ قيام ثورة يناير وحتى اليوم، أم أن مجزرة بورسعيد ستنضم إلى مجازر ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية ويظل الفاعل مجهولاً والمحرض غير معروف والبحث جار ومستمر منذ عام!! لقد قرأنا منذ يومين أن المستشار عبد المجيد محمود النائب العام قد اطلع على تحقيقات النيابة العامة في بورسعيد بمجمع محاكم الإسماعيلية بمكتب المستشار مجدي الديب المحامى العام الأول لنيابات مدن القناة وسيناء والذي باشر تحقيقاته منذ وقوع الحادث. وجاء في الخبر أن النائب العام رفض الإدلاء بتصريحات حول ما أسفرت عنه التحقيقات التي جرت علي مدار الأسابيع القليلة الماضية، وذلك حفاظا علي حسن سير التحقيقات. وقالت مصادر قضائية إن النائب العام اطلع علي كامل التحقيقات وذلك تمهيدا لإعلان ما أسفرت عنه التحقيقات في مؤتمر صحفي كبير سيتم تنظيمه في وقت لاحق. أعلم أنه لا يجوز الضغط على جهات التحقيق في أي قضية تكون رهن تحقيقات النيابة العامة أو تنظرها المحكمة ولكن هذه المرة الشعب يريد - على الأقل – أن يعرف هل تم القبض على المتسببين في هذه المذبحة، سواء الفاعلين الأصليين أو من دفع لهم لينفذوها. إن الشعب المصري بكل أطيافه يعيش في قلق بالغ من أن تتكرر مأساة ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية. ففي كل مرة كنا نسمع أن هناك تحقيقات تجري على قدم وساق وأن هناك أشخاص تم القبض عليهم وأننا على وشك ضبط المتسبب في المذبحة. وتمر الأيام ولا نجد لكل هذه التحركات أي نتيجة إيجابية، حتى تحدث مصيبة جديدة ونبدأ "من أول السطر" في عملية بحث لا تنتهي عن "طرف ثالث" أثبتت الأيام أنه غير قابل للضبط أو التحقيق أو حتى الإعلان عنه. إن المتابع لكل هذه المصائب التي بدأت بمذبحة "موقعة الجمل" وانتهت بمذبحة "استاد بورسعيد" يلاحظ أن وراءها جميعاً فكر واحد وعقل مدبر واحد وهذا بسبب التشابه الواضح بينها جميعا خاصة في التنفيذ. فالبلطجية هم الفاعلين الأصليين والسلاح المستخدم في كل مرة هو نفس السلاح والطريقة هي نفسها ولم يبق أمامنا إلا أن نضع أيدينا على المحرض!! هناك حكمة قديمة تقول: "ابحث عن المستفيد". وإذا طبقنا هذه الحكمة على ما نحن بصدده لوجدنا أن المستفيد من كل هذه المصائب هم أولئك الذين خسروا أو على وشك أن يخسروا ما حققوه من مكاسب في عهد المخلوع حسني مبارك. ولابد أن نضع نصب أعيننا أنهم ليسوا فقط من أصحاب الملايين والمليارات وإنما عددهم كبير بدرجة مخيفة. ألستم معي في أن الأمر يستحق كل هذا الجهد والإنفاق؟! ألستم معي في أنهم إن لم ينفقوا بهذا البذخ على البلطجية للقيام بهذه المذابح من وقت لآخر فسيفقدون كل ما حققوه؟! ألستم معي في أن هؤلاء "الفلول" لا طريق أمامهم إلا طريق الشر الذي سلكوه منذ البداية ولن يخسروا شيئاً إن استمروا عليه حتى النهاية؟! إن الرئيس المخلوع وعصابته يملكون من المال الكثير والكثير، ومهما أنفقوا لن تنفد أموالهم التي جمعوها من دم الشعب المصري. هل يتصور أحد أن هؤلاء اللصوص الذين سطوا على أموال الشعب المصري على مدى ستة عقود سيستسلمون بسهولة ل "شوية عيال" كما يحلو لهم أن يسموا "الثوار" الذين قاموا بأحسن وأقوى ثورة في العالم على مر التاريخ. إن الشعب المصري هذه المرة لن يتوقف عن السؤال عمن كان وراء مذبحة بورسعيد وإذا كانت هناك نية لدى السلطة الحاكمة للطمطمة على الموضوع وإخفاء معالمه فعلموا أن مصر بكامل قوتها سوف تقف في وجه هذه السلطة التي تفقد رصيدها يوماً بعد يوم لدى الشعب.