د.حازم عبد العظيم تابعنا جميعا احداث الاسبوع الماضى وما حدث من نائب مجلس الشعب زياد العليمي وما قاله في حق المشير طنطاوي اثناء مؤتمر جماهيري للنائب في بورسعيد . لا احد يوافق او يقبل السباب لاي شخص سواء كان المشير او الغفير . السباب سلوك انساني مرفوض في كل الاحوال . ولكن لا يوجد انسان على وجه الكرة الارضية لم يسب او يشتم احد في حياته . لحظة السباب هي لحظة صراع وعراك بين كم الغضب والشحن من جانب والقدرة على كبح الجماح وضبط النفس من جانب آخر . لا يوجد انسان معصوم من الشتيمة او سب الآخرين والطبيعي في السلوك المتحضر هو الاعتذار . قد يعتذر الشخص عن اللفظ ولكن ليس بالضرورة عن المسببات التى أوصلته لهذه الحالة. قد اتفهم تماما اسباب انفعال النائب زياد العليمي التى اوصلته الى هذه الحالة ولكن لا اقر بالسباب مثلما لا يقر به ايضا النائب الشاب . وعن الدوافع التي أدت بالنائب الى هذا السلوك المرفوض ان ماحدث من قوات الجيش والذي بالتأكيد لا تتحرك الا بأوامر المجلس العسكري في الأحداث الأخيرة من ماسبيرو ثم محمد محمود ومجلس الوزراء وانخراط هذه القوات في قتل وسحل وتعرية شباب ونساء مصريين هى جرائم ضد الانسانية . لا نستطيع ان نتغاضي عنها بدعاوي كاذبة وواهية ان قوات الجيش تم استفزازها وكانت مرتبكة تارة ومذعورة تارة أخري ؟!! نحن نتحدث عن جيش نظامي ! ماذا سيفعل لو سبه جندي اسرائيلي او اهان الجندية المصرية بالفاظ او حركات اثناء مهمة عسكرية ! هل سيدهسه بالمدرعة لأنه "اتقمص" ؟! كما لا نستطيع ان نفعل مثل آخرين منهم رموز وشيوخ و شخصيات عامة اداروا وجههم وسيطرت عليهم نزعة الانكار وتسلطت عليهم نظرية الكباسين ونظرية "ايه اللي وداها هناك" في انفصام تام عن النخوة والانسانية والرجولة! نعم المشير هو المسئول عن كل ذلك ولو كره المنافقون والطبالون! وقد كنت اتخيل مثلا عندما شاهد المشير كعب جندي من رجاله يضرب في صدر سيدة مسحولة ان ينتفض ويقف ويرفض ويصدر تصريح فوري يقول فيه " انه ليوم أسود ان أرى ما رأيته ان ما شاهدته اليوم هو شيء مروع مروع وانا انأسف واعتذر بنفسي لهذه السيدة وساعاقب بشدة من قام بذلك مهما كانت المبررات والظروف فهذا لا يليق بشرف الجندية المصرية التي حاربت وانتصرت في حرب اكتوبر المجيدة" ثم بعد ذلك يستقبل هذه السيدة في مكتبة ويطبع قبلة ابوية صادقة على رأسها مع توقيع عقوبة على الجندي الذي اقترف ذلك و من اعطاه الأوامر" ماذا سيكون رد فعل الشارع والثوار ؟ بالتاكيد سيكون ايجابيا جدا جدا ! هناك فرق بين الخطأ والاعتذار وبين التكبر والاستعلاء والكذب بل واعتبار الضحايا متهمين ثم يكبلوا بالسلاسل في العنابر. وعلى الجانب الآخر انظر الى الحمار ! ذلك الحيوان الغلبان البائس الذي يعتبر رمزا للغباء والسباب. هل الحمار يستحق كل هذه النظرة الدونية؟ الحمار لايقتل و لايسحل حمارا آخر من بني جلدته . ثم تذكرت رائعة احمد فؤاد نجم عجبي عليك يا ابن ادم ياكبير الدار....قومت الدنيا وما قعدت لما قالو حمار...هو اسمي شتيمه ولا جنسي ده عار... خلقني ربي وخلقك ولا حدش له خيار...وانا مهما زاد الحمل فوقي صابر علي المشوار...لافي يوم اقول اشمعني اخويا وأخد منه تار ...خادم أمين من غير راتب ولا حتي ايجار...والحين عرفت يابني أدم..مين فينا حمار؟؟؟!!