درس كامل عن إنجازات المخلوع للمرحلة الابتدائية.. و«التعليم»: لا يمكن حذف تاريخ 30 سنة مبارك رغم كل ما قيل عن تنقية مناهج التربية والتعليم من المبالغات والمعلومات المغلوطة عن عهد الرئيس المخلوع، فإنه ما زالت كتب الوزارة المقررة على طلاب المرحلة الابتدائية تتحدث عن مبارك على أنه باني نهضة مصر الاجتماعية والاقتصادية والحضارية، كما جاء في كتاب الدراسات الاجتماعية المقرر على الصف السادس الابتدائي الذي اختصر ثورة يناير في ثلاثة أسطر فقط، بينما أفرد أربع صفحات كاملة للحديث عن المخلوع. الكتاب الذي طُبع بتاريخ (2011/2012م) تحدث عن إنجازات عهد مبارك الاقتصادية والاجتماعية والخارجية، مبررا قيام الثورة بمقولة «كل محاولات مبارك لم تكن كافية لتلبية طموح الوطن، مما أدى إلى قيام الشعب بثورة ضد النظام الحاكم في يناير 2011». مسيرة مبارك فى كتاب الدراسات الاجتماعية بدأت من الدرس الثالث بالوحدة الرابعة، الذى يمتد من الصفحة رقم «101 إلى 104»، متناولا نبذة عن تاريخ الرئيس المخلوع، والمناصب التي تولاها المخلوع، ثم تطرقت الصفحة رقم 102 لتناول «أعمال الرئيس محمد حسني مبارك»، مقسمة إياها إلى ثلاثة محاور، الأول: السياسة الخارجية التى جاء فيها بالنص «حرص الرئيس مبارك على اتباع سياسة خارجية تقوم على توطيد علاقات مصر مع دول العالم الخارجية».. أما المحور الثاني وهو المجال الاقتصادي: فقال الكتاب بالنص «أكد الرئيس على تطوير الاقتصاد فاهتم ب: زيادة الصادرات وفتح أسواق خارجية، وتطوير البنية الأساسية لوسائل النقل والمواصلات بمختلف أنواعها، والتوسع فى إنشاء الطرق والكباري والأنفاق والاهتمام بالمدن الجديدة وتزويدها بالخدمات، واستصلاح المزيد من الأراضي الصحراوية، والتوسع في إنشاء المدارس والجامعات». أما الصفحة رقم 104 فقد تناولت إنجازات المخلوع في المجال الاجتماعي، حيث تصدر الموضوع فقرة تقول بالنص «حاول الرئيس مبارك تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والخارجي للوطن والمواطن ومواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله»، ثم تختتم الصفحة ب3 أسطر فقط عن الثورة، جاء فيها بالنص «إلا أن هذه المحاولات لم تكن كافية لتلبية طموحات الوطن واحتياجات المواطنين، مما أدى في النهاية إلى قيام الشعب بثورة ضد النظام الحاكم فى يناير 2011». الدكتور رضا مسعد، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أكد ل«الدستور الأصلي» أن كتاب الدراسات الاجتماعية للشهادة الابتدائية تضمن أعمال الرؤساء الأربعة السابقين فى الوحدة الرابعة تحت عنوان «شخصيات مصرية»، تتضمن أعمال الرؤساء السابقين «محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك» لا إنجازاتهم. مسعد قال إنه «لا يجوز حذف أعمال مبارك فى ال30 عاما الماضية، حتى إن كانت أعمالا سيئة لا تلبى طموحات الشعب، لأن التاريخ لا ينسى الأشخاص حتى إن كانوا سيئين»، وتابع «إن مناهج الدراسات لا يمكن أن تُسقِط حقبة عن رئيس حكم مصر وإنما تتناول كل الرؤساء وتسرِد أعمالهم» -حسب قوله، لافتا إلى أن الوحدة الرابعة تعد امتدادا للوحدة الخامسة، وبالتالي كان لا بد أن يتم وضع فقرة في نهاية الوحدة تربط بينها وبين الوحدة التي تعقبها، ولذلك تم وضع فقرة «إلا أن هذة المحاولات لم تكن كافية لتلبية طموحات الوطن، واحتياجات المواطنين، مما أدى إلى قيام ثورة 25 يناير فى ظل وجود النظام الحاكم لإسقاطه»، وكأنها كوبري للوحدة الخامسة، لافتا إلى أن الوحدة الخامسة تتضمن الحديث عن أسباب الثورة وأهدافها وإنجازاتها، وتشير إلى أن عصر مبارك اتسم بسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية والصحية، وانتشار الفساد في مرافق الدولة، وتزوير الانتخابات وحدوث تزاوج بين السلطة ورجال الأعمال، مع انشغال الدولة بمشروع توريث الحكم لابن الرئيس السابق.