ديلي تيليجراف:الأزمة في سوريا تكاد تكون مستحيلة الحل وجود الأسد فى الحكم هو سبب رئيسى للعنف ذكرت صحيفة (ديلى تيليجراف) البريطانية أن المعضلات الشديدة التى تواجه الحكومات الغربية بشأن سوريا تظهر أن السياسة الخارجية يمكن أن تكون دائما "فن المستحيل". وأشارت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى - إلى أن المشكلة الأساسية هى أن بريطانيا وحلفاءها لديهم أهداف غير متماشية مع بعضها البعض، حيث يرغبون بالتعجيل بسقوط الرئيس السورى بشار الأسد وفى نفس الوقت وضع نهاية لإراقة الدماء وهما أمران لا يمكن حدوثهما في آن واحد. وأوضحت أن التعجيل بنهاية النظام ينطوى على قسوة شديدة نظرا لأن سوريا ستشهد حتما المزيد من العنف، مشيرة إلى أنه في حالة اختيار ذلك فإنه يتم تقديم نهاية الأسد السياسية على الحاجة للسلام. ولفتت الصحيفة إلى أن القضية من الناحية الدفاعية تتمثل فى أن إبعاد النظام هو الشرط المسبق الحاسم لاستعادة الاستقرار فى سوريا. وأضافت "أن وجود الأسد فى الحكم هو سبب رئيسى للعنف، لذلك إذا كان هناك اهتمام بالسلام فيجب أن يرحل، لكن هناك مشكلتين هما أن التخلص من الأسد سيتضمن صراعا طويلا ودمويا وأنه لا يوجد ضمان على أن يكون هناك انسجام عقب رحيله". وقالت الصحيفة " إذا دعمنا الثوار ضد الأسد فإن الخطر يتمثل فى أننا نشعل حربا أهلية قد تتطور إلى اشتعال الموقف على الطريقة اللبنانية الذى استمر عبر جيل" .. وأضافت "وإذا لم نقم بذلك فإن الأسد وأعداءه سيواصلون صراعهم على السلطة وكل منهم قوى بما يكفى للنجاة لكن يفتقد إلى القدرة على تحقيق نصر كلى على الآخر، وبذلك يشير كلا الخيارين إلى صراع طويل ودموى". وتساءلت حول الحلول المحتمل حدوثها من أجل التغلب على هذا المأزق خاصة مع الأحداث الأخيرة فى مجلس الأمن.. ورأت أن هذه الحلول إما تدخل عسكرى خارجى أو تسوية يتم التفاوض عليها تؤدى إلى رحيل كريم للأسد أو انتفاضة شعبية فى دمشق تطيح بالرئيس السورى أو انقلاب ربما يتسبب فى سقوطه من خلف الكواليس. واعتبرت الصحيفة أن الاحتمالين الأخيرين سيتجنبان على الأقل صراعا طويلا، لكن كليهما لا يمكن أن تنفذه الحكومات الغربية، لذلك فإن هذه هى أكثر المشاكل الدبلوماسية تعقيدا.