ياسبحان الله .. مقالي السابق كان عنوانه " الفين ماشا لله ورينا يالا حتعمل إيه " .. كتبته قبل أحداث بور سعيد بساعات قليلة دون أن أعلم قطعا ماذا يمكن أن يحدث هناك.. والمقال كله عن مجلس الشعب الجديد الذي بدأت مقالي بأن البداية لا تبشر بخير.. وهاهو أول اختبار حقيقي أمام المجلس.. مجزرة في بور سعيد مدبّرة مليون في المائة .. وجلسة طارئة للمجلس لم تحدث منذ سنوات عدة .. وبسذاجة فرحت أن ردة الفعل سريعة وهائلة .. لكنها فرحة لم تدم إلا دقائق قليلة حيث اتضح لي أن المجلس الجديد مجرد كلام في كلام.. عملية تنفيس لا تتناسب مع الحدث الجلل .. بالضبط مثلما كان يحدث أيام المخلوع.. دعهم يقولون ويخرجون طاقاتهم في الكلام واللي انا عايزه هو اللي حيكون .. مجلس " مكلمة “.. كل عضو يصرخ صرختين ونتصور أننا فعلا أمام مجلس جديد ، فهاهو رئيس الحكومة بذات نفسه أمام نواب الشعب ومعه وزير الداخلية .. ونائب يصرخ : لابد من إقالة وزير الداخلية وأخر يقول : الحكومة لازم تستقيل .. ورئيس المجلس بابتسامة لا أعرف محلها من الإعراب ، مفيش على لسانه إلا : وبناء عليه ، مشيرا للنائب بالاختصار ثم النداء على اللي بعده . وتخلص الجلسة ويروّح الجنزوري بيته ، ويذهب اللواء ابراهيم إلى الوزارة ، وتخلص الجلسة الطارئة من غير قرار واحد.. يحترم الشعب اللي المجلس نوّاب عنه وبما أنني أتحدث عن المقال السابق فيلزم التنويه إلى خطأ غير مقصود بالطبع وقعت فيه، حيث كتبت لو أن عائشة ابنة محمد سرقت.. والصحيح طبعا لو أن فاطمة..وهذه غلطة لا تنم عن جهل، لكنها بسبب السرعة في الكتابة وازدحام الأفكار في رأسي.. وشكرا للقراء الذين نبّهونني على هذه الخطأ .. والاعتذار لهم واجب. ندخل بقى على مسرحية " المعدّدة ونسوانها " عنوان هذا المقال .. وربما الكثير من الشباب لا يعرف كلمة المعددة ومعناها، لكن من هم في الخمسين وأكبر يعرفونها جيدا.. وهى واحدة غلبانة بتتأجر في المآتم ومعها كام واحدة زيّها ، لتحي الليلة بالصويت والنحيب والولولة على الميت .. وقد كانت مشهورة جدا في الأرياف والأحياء الشعبية زمان .. هذا عنها هي ، أما عن المسرحية التي كان بطلها شوبير ومعه محمد سيف الناقد الرياضي واللاعب السابق اشرف قاسم وواحد ثالث لا أعرفه.. أثناء متابعة ما حدث في بور سعيد .. ودعوني أصف لكم هذا المشهد من برنامج " الكورة مع شوبير " .. الثلاثة الضيوف ، كل واحد فيهم حاطط راسه بين ايديه وباصص في الأرض ، أما سي شوبير ب " وشه " الوارم وخدوده و " لُغده " اللي يوزن 150 كيلو ، فصوته وهو في الاستوديو بمدينة الإعلام - ان كان بيبث منها - يسمّع الناس اللي في أسوان .. عينه مبرقة ومنفوخة كأنه شارب كاسين قبل الهوا .. وبصوت جهوري كأنه ملازم " مخلة " في الجيش : هو فيه ايييييه .. انتوا عايزين ايييييه بالضبط .. عايزين البلد تولع .. عايزنها تخرب .. هى دي الكورة .. ماتش يموت فيه 70 .. ليييييه .. لييييييه .. " ملحوظة.. اللي مش مصدقني يتفرج عليه على اليوتيوب .. واللي نفسه في اى حاجة يفش بيها غله من الغيظ يعملها وعلى مسؤليتي " .. وارجع لشوبير : الأمن خايف .. لو ضرب حد يلاقي ألف واحد في الفضائيات قاعد يشتمه .. الناس بتوع الفضائيات اللي بتولع الدنيا وعايزن مصر تبقى حريقة .. جنازة ويشبعوا فيها لطم .. وبتوع التحرير .. بتوع الثورة اللي عاملين فيها ثوار .. هى دي الثورة .. هى دي مصر ؟ ثم ، ولسه عينه مبرقة كأنه محمود المليجي في فيلم " الوحش " يكشف عن حقيقة ميدان التحرير واللي بيجرى فيه .. اسمعوا البيه بيقول إيه : انا مش عايز أتكلم واقول انا شفت ايه في التحرير " توقعت أن أسمع منه مثل ما قاله " المدعوق " طلعت زكريا ، لكنه كان أكثر أدبا ، وجهلا أيضا " حيث قال : والله العظيم والله العظيم .. ويمين يحاسبني عليه ربنا يوم الدين انا شفت هناك ناس بتبيع حلبسه وبطاطا مشوية .. " يانهار ازرق يا عم شوبير حلبسه مرة واحدة وكمان بطاطا ومشوية مش مسلوقة .. ولسه ساكت .. يا قلبك يا أخى ويا برود أعصابك .. مرحتش ليه تبلّغ أمن الدولة اللي ممكن نرجعه تاني عشان خاطر عيونك؟ .. حلبسه وبطاطا وساكت ؟ .. تبقى أكيد مش مصري .. لو انك مصري بجد كان لازم تتقدم ببلاغ للنائب العام.. وفين يا عم شوبير ؟ في ميدان التحرير ؟ .. لأ ده كتير أوي بجد .. شوية شوية نلاقي ناس بتبيع مياه معدنية ومش بعيد كمان نلاقي مندسين بيبيعوا ببسي وكولا" . كل ده والولايا التلاتة ضيوفه قاعدين ، لسه راسهم بين ايديهم وعينهم في الأرض وبعد أن أنهى شوبير افندي وصلة الردح لثوار التحرير ودموعه يا حبة عين أمه نازلة ، استجمع التلاتة قواهم وبدأوا يتكلمون .. محمد سيف مثلا يتهم بتوع الفضائيات اللي بيسموا نفسهم ثوريين انهم عايزين يقضوا على المجلس العسكري والجيش بتاعنا .. أخر حائط صد ماسك نفسه وواقف على رجليه لحد دلوقتي رغم قلة الأدب والاباحة اللي بيسمعها من اخواننا البعدا بتوع الفضايات ، وضيوفهم المتأجرين .. وكلام من نوعية الشرطة لازم تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه ان يعبث بأمن البلد وهاتك ياهرتلة ، واى كلام في اى حتة .. وشرحه الى حد كبير اشرف قاسم والضيف الثالث اللي معرفوش ، اللي راح يغني للمجلس العسكري ويلعن الثوار او اللي بيسموا نفسهم ثوار وان لابد من وقفة .. البلد لازم تتمسك صح .. ولابد من وضع حد لهذه المهازل. التلاتة ورابعهم شوبير فكروني بحكاية " المعددّدة " وهذا المشهد الجنائزي المفتعل .. صويت بالأجر .. على أد ماتصوتي يا " وليّة " على أد ما حتقبضي .. واديها بقى : ياحبيبي يا غالي او يا حبيبتي ياصغيرة .. ياللي لسه مشبعتيش م الدنيا .. ويا لهوييييي ويا خرابييييييي. هذا هو المشهد المبكي والمضحك والمستفز في وقت واحد من مسرحية " المعددة ونسوانها “.. وفرصة ان اتحدث عن نوعية بعض الرياضيين مقدمي البرامج ولاعبي الكرة والصحفيين المتخصصين في كرة القدم - أقول بعض وليس كل - مستواهم الفكري متدني إلى أبعد حد .. عشان كده أول ما يتكلموا في أمر أخر بعيد عن الكرة تلاقيهم بيخبطوا ومش فاهمين أى حاجة .. مثلا .. اتفرح على مدحت شلبي اللواء السابق في الشرطة ، ومعاه مصطفى يونس وايمن يونس .. وحسب كلام المؤلف محمد العدل .. بيقول سي مدحت ان المحرض على مذبحة بور سعيد جماعة 6 ابريل وعلاء عبد الفتاح ، والحلوين اللي معاه يقولوا أمين .. مفيش واحد منهم فاهم حاجة خالص .. لا عمره قرا كتاب ولا حتى مقال محترم لكاتب محترم في جرنال محترم .. لو سألت واحد منهم عن نجيب محفوظ ، يرد عليك : كان بيلعب في أى نادي .. جهل ما بعده هل .. بس لسان طول كده ، وتقريع محصلش لمن بيده مقاليد الحكم .. كل هؤلاء اتضح جهلهم الشديد في أزمة مصر والجزائر وتحولوا من معلقين ماتشات إلى محلليين سياسيين نازلين من بطن أمهم بيرضعوا سياسة ، واذا سألت واحد منهم عن جميلة ابو حريد بما انه بيتكلم عن الجزائر لرد : طبعا عارفها .. ماجده اللي حلقوا لهل قرعة . مفيش بني أدم فيهم عنده دم وسأل نفسه : مباراة مع المصري في بور سعيد والاهلي هو الفريق الخصم ، والمباراة انتهت بفوز ساحق لصاحب الأرض .. فما هو المبرر المنطقي لما حدث؟ سؤال لو سألته لواحد معهوش حتى شهادة محو الأمية .. حيرد دون تفكير : دي عملية مدبّرة بهدف الإخلال بأمن البلد ، عشان المجلس يفضل قاعد وكاتم على نفسنا ونفس اللي خلفونا بحجة حفظ الأمن .. وممكن جدا يعلن الأحكام العرفية ويحكم بالحديد والنار وخلّيها بجد تولع اكتر ما هي والعة. وده طبعا لم يأت على بال شوبير ولا ضيوفه ولا سي مدحت شلبي وضيوفه ، بل بالعكس ، لو كشفت عن نواياهم حتلاقي " مُنى عينهم " ان ده يحصل بجد ، ويتحرق التحرير بالحلبسه والبطاطا المشوية اللي فيه! أوضح مرة تانية .. ان كلامي فيما يخص الصحفيين تحديدا ينطبق على البعض - وهم في الحقيقة ليسوا قلة - فهناك ثلا على السيسي الناقد الرياضي المحترم بالمصري اليوم .. سمعته يبكي ويصرخ في مداخلة : العملية مدبّرة من اللي ماسكين البلد .. وكذلك حسن المستكاوي : حرام اللي بيحصل ده ونلزقها في الثوار .. ايه دخل الثوار وايه مصلحتهم في توليع البلد؟ دموع السيسي صادقة ومعبرة وعقله حاضر وفاهم اللعبة كويس أوي .. ودموع شوبير مقززة وعبيطة وغبية .. صرخة السيسي تشعر فيها الحرقة بجد على حال البلد وصرخات الافندي التاني شوبير تمثيل رخيص واهبل لواحد عقله في اجازة .. ان كان فيه عقل أساسا . قرفتوني الله يقرفكم وينكد عليكم .. البلد بتولع بجد ، وانتوا قاعدين تولولوا زي الحريم ومش قادرين ع الحمار ، واتشطرتوا على البردعة .. بس خلاص بانت للأعمى اللي له عيون لا يرى بها الا ما يريد له الاخرون ان يراه. الثورة مستمرة و " ارقع بالصوت " يا شوبير .. والطم خدودك .. وانت يا مدحت شلبي اتهم علاء عبد الفتاح و6 ابريل وبالمرة البرادعي .. عليّ صوتك انت كمان " ماهي هاصت " بتوع الكورة بيتكلموا في السياسة ، ولا هيكل في زمانه .. أخرتكم سودا صدقوني ، ومصيركم في النهاية بعد ما الكرة تتلغي ، تشتغلوا " معدّدة " أو زي فريد شوقي في " السقا مات " .. تتأجروا في الجنازات .. وصوتي ياللي مانتش غرمانة .. ما دام في الأخر .. حتقبضي . ربنا ينتقم منكم واحد واحد.