كان فشل عدد كبير من سيارات الإسعاف في وصولها إلى الأماكن التي يتساقط فيها المصابين بالمئات جراء قنابل الغاز المسيلة للدموع التي تطلقها عليهم قوات الشرطة، هو السبب الرئيس في قيام شباب الأحياء الشعبية الذين يمتلكون درجات بخارية "موتسيكلات" بدور سيارات الإسعاف في نقل المصابين إلى المستشفيات الميدانية أو إلى المستشفيات العامة لعلاج المصابين. شخص يقود الدراجة البخارية وشخص آخر يمسك المصاب، ذلك هو المشهد الذي يتكرر أمام عينك مئات المرات في أثناء الاشتباكات، يضعون الكمامات على وجوههم ويربطون رؤوسهم بالكوفيات تحسبا لإطلاق الشرطة خراطيش، يشقون صفوف المتظاهرين بالدراجات غير عابئين بالقنابل والخراطيش لإنقاذ حياة أحدهم. الشباب أصحاب الدراجات البخارية قدموا من مناطق عابدين والسيدة زينب والوايلي والجيزة وبولاق أبو العلا، وضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا وهو ، إنقاذ من يثورون في وجه جبروت الشرطة. محمد السيد من حي عابدين القريب من محيط وزارة الداخلية بلاظوغلي قال ل«الدستور الأصلي»: أعمل نقّاشا وهذه ليست المرة الأولى التي أقوم فيها بنقل المصابين حيث كانت المرة الأولى أثناء اشتباكات محمد محمود، وقمت بنقل العديد من المصابين، وقمت بنقل شهداء أيضا"، محمد يقول " أن تنقذ حياة إنسان من الموت أفضل من أي شئ في الدنيا، ورغم الخطر إلا أنني أشعر أن تلك مهمتي التي علي أدائها إلى النهاية وتنحية الخطر جانبا. فيما قال الحاج محمود عطا والذي يمتلك محل بقالة بالجيزة " عرفت أن بعض الشباب الذين يمتلكون " موتسيكلات" بتوجههم صوب الأماكن التي يكون فيها اشتباكات لإنقاذ المصابين، ورغم كبر سني إلا أن هذا لم يمنعني من العمل مثل هؤلاء الشباب". الحاج عطا الذين كان تقرح وجهه من أثر قنابل الغاز ودمعت عيناه يضيف " أنا لا أستطيع أن أتظاهر، لكنني أستطيع أن أنقذ حياة من يغيرون بدمائهم وجه هذه البلد".