يرتبط الفريق الذى صنع فيلمى «سمير وشهير وبهير» و«ورقة شفرة» بالعمل معا كمؤلفين وأبطال لأعمالهم، ربما كان ذلك ميزة فى فيلم أو اثنين، لكن استمرار الفريق فى الكتابة وتمثيل ما يكتبونه قد يكون عبئا حينما يصبح فرضا على فكرة العمل. هم يقدمون نوعية من الأفلام تنتمى إلى الفانتازيا الكوميدية التى تعتمد على قالب البارودى الذى يسخر من أفلام وأعمال فنية عربية وأجنبية مشهورة. فى «بنات العم» يقدم الثلاثى هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمى قصة أقرب إلى حواديت الأطفال الخيالية عن قصر ملعون باعه 3 فتيات ورثنه عن جدهن، ويخالفن تحذيرات جدتهن عن اللعنة التى تصيب من يبيع القصر بعد أن عُرض عليهن مبلغ خيالى، وتكون لعنتهن أن يتحولن إلى رجال، وكل مغامرة الفيلم هى محاولة الرجال الثلاثة استعادة ملكية القصر، ليعودوا كما كانوا بنات مرة أخرى. ينطلق الفيلم من هذه الحكاية المضحكة بلا هدف محدد للدراما والكوميديا، فهو يضع فرضا خياليا عن قصر ملعون دون تفسيرات أو بناء درامى يبرر هذه اللعنة، وباستثناء صدمة الفتيات الثلاث اللائى استيقظن ليجدن أنفسهن وقد تحولن إلى رجال، ومحاولتهن التأقلم مع الأمر، نحن أمام حالة توهان كوميدى وتكرار لنفس الإفيهات التى تلعب على أن الرجال الثلاثة ينسون شكلهم ويتصرفون على أنهم فتيات دون تحفظ أمام الآخرين، وهو أمر يستمر حتى نهاية الفيلم تقريبا بلا مبرر، ويظل نفس هذا الموقف يتكرر فى مواقف مفتعلة تلو الأخرى، مثل مشهد تغيير إطار السيارة، وشراء الملابس، ويتحول الأمر من الكوميديا اللطيفة إلى حالة منفرة، خصوصا مع الإغراق فى المشاهد التى تجمع بين زوج الراقصة التى أصبحت ذكرا يرتدى ملابس النساء. مشكلة الفيلم أنه يقدم فكرة مقسمة على الأبطال الثلاثة بمعدل واحد فى مساحة المشاهد، ولهذا فإن الموقف الذى تقدمه شخصية ما يتكرر مع الشخصية الأخرى دون تغيير جوهرى تقريبا فى التفاصيل، ولأن الإفيه الكوميدى هو نفسه تقريبا فى كل موقف، فإنه لا يضحك فى المرة الثانية، ويصبح سخيفا تماما فى المرة الثالثة، وبشكل عام «بنات العم» يفتقد طزاجة الإفيهات وخيال الفانتازيا، وحتى بنات العم مجرد ضيفات شرف.