توافد الآلاف على ميدان التحرير منذ الصباح الباكر - اليوم - في جمعة "الغضب الثانية" التي جاءت لإحياء ذكرى جمعة الغضب. صور شهداء الثورة بداية من الأيام الأوائل في عمرها، وحتى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، هي التي كانت تزين ميدان التحرير، التي جاءت بطول الميدان وعرضه، وكتب أسفلها "دم الشهداء مش هيضيع هباء". جاءت لافتات الميدان كذلك تعبر عن استكمال الثورة، وعدم الرجوع عن تحقيق أهدافها، فعلى إحدى لافتات الميدان كتب الثوار "إلى المجلس العسكري.. شكرا لسوء إدارتكم للبلاد، سلموا السلطة فورا"، " كما جاءت لافتة :"لا تنازل عن تسليم السلطة، سلموا السلطة فورا"، " والسلطة والثورة للشعب"، وعلى إحدى اللافتات جاءت لافتة كبيرة عليها صور أعضاء المجلس العسكري، وأسفل صورة كل عضو جاء توصيف معين، حيث وصفوا المشير "طنطاوي" ب" "شاهد الزور"، أما "سامي عنان" فوصفوه ب"الثعلب المكار"، و"حمدي بدين" ب"سفاك الدماء"، و"حسن الرويني" ب"جلاد الثوار"، و"محسن الفنجري" ب"خائن الشهداء"، و"مختار الملا" ب"مراسل الأجانب"، و"عادل عمارة" ب"مراسل المجلس"، و"محمد العصار" ب"السلاح المحرم"، و"ممدوح شاهين" ب"ترزي القوانين"، واللواء "إسماعيل عتمان" ب"مغير الحقائق". مطلب القصاص للشهداء ومحاكمة قاتلاهم تجسدت عندما قام البعض بوضع دمية ترمز إلى الرئيس المخلوع على نقالة وتم تثبيت لافتة عليها " نهاية فرعون". أما منصات الميدان، فكانت أربع منصات، الأولى والأكبر كانت منصة جماعة الإخوان المسلمين، التي لم تكف عن إذاعة الأغاني والأناشيد الوطنية، وترديد الهتافات التي جاءت ولأول مرة تهتف ضد المجلس العسكري حيث جاءت من على منصة الإخوان "أرحل سيبها مدنية.. مش عايزينها عسكرية"، "يلا يا مصري قولها قوية.. مصر دولة مدنية". الإخوان كذلك قاموا بتأمين منصتهم، حيث قام العشرات منهم بعمل دروع بشرية حول المنصة، منعا لحدوث احتكاكات بينهم وبين الآخرين، خاصة بعد قيام أحدهم بإلقاء زجاجات فارغة على المنصة، وقام شباب الإخوان بإمساكه وتسليمه لقوات الجيش القريبة من الميدان والمتواجدة عند السفارة الأمريكية. أما المنصة الثانية والتي جاءت مقابلة لمجمع التحرير، فكانت منصة حركة شباب من أجل العدالة والحرية والتي جاءت الهتافات من عليها "كلمة في ودنك يا حربية.. إحنا اللي ضربنا الداخلية"، "مطالبنا هي هي العدالة والحرية"، "إحنا الشعب الخط الأحمر.. يسقط يسقط حكم العسكر"، "مجلس عسكر من البهوات لازم يرجع على الثكنات"، كما رددوا هتاف وكأنهم يوجهونه لجماعة الإخوان وهو "مجلس جاي بعد الثورة.. اسمع لمطالب الثورة". أما المنصتين الأخرتين فكانتا لشباب المستقلين في الميدان، وكانت كافة الهتافات التي جاءت من عليها مناهضة للمجلس العسكري ولحكمه. اللجان الشعبية التي كانت مهمتها الرئيسة تأمين مداخل ومخارج الميدان، توزعت بين شباب الإخوان والسلفيين، وشباب الألتراس والحركات الأخرى، كما قام شباب الإخوان بعمل دروع بشرية في شوارع "محمد محمود والقصر العيني والشيخ ريحان"، وهي الشوارع التي توجد فيها الحواجز الخرسانية التي أقامتها قوات الجيش لمنع تجدد الاشتباكات مع المتظاهرين في أوقات سابقة، تأمين شباب الإخوان لتلك الشوارع جاءت بعد ترديد البعض لدعوة هدم تلك الحواجز لأنها تعوق حركة السير في منطقة ميدان التحرير.