في الوقت الذي تتوالي فيه جهود السيطرة علي أزمة أنابيب الغاز فإن الأزمة لاتزال قائمة في العديد من المحافظات.. وهو ما يعكس عجز الحكومة عن إنهاء الأزمة والقضاء عليها. وعلي صعيد الوضع الميداني في المحافظات.. صرح اللواء «سمير سلام» محافظ الدقهلية بأنه تمت زيادة حصة المحافظة بمقدار 15 ألف أنبوبة يومياً لتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة، وتم تشكيل لجان من رؤساء المدن وجهاز التفتيش المالي والإداري والأجهزة الرقابية المختلفة لضبط السوق. كانت محافظة الدقهلية قد شهدت خلال الأيام الماضية بداية أزمة جديدة في أنابيب الغاز، إلا أن مديرية التموين كثفت مجهوداتها للسيطرة علي السوق ومحاولة توفير الأنابيب للمواطنين، ووقعت مشاجرة بين متعهدي الغاز والعمال السريحة في مناطق سندوب والثلاجة بسبب رفض المتعهدين التوزيع عليهم، وحاول السريحة الحصول علي الأنابيب بالقوة ووقعت المشاجرة وتدخل المواطنون لفضها وأصيب العديد من السريحة بإصابات بسيطة. وقال أحد موزعي أسطوانات الغاز في الزاوية الحمراء ل«الدستور»: إن الأزمة تزايدت بسبب كثرة الشائعات وترددها بين المواطنين عن عدم وجود أنابيب كافية، وهو ما دفع المواطنين إلي الإسراع في وقت واحد نحو مخازن ومستودعات التوزيع وهم يحملون الأسطوانات التي غالباً ما تكون غير ضرورية بالنسبة لهم في هذا الوقت، إلا أنهم يقومون باستبدال الأسطوانات البديلة «الاستبن» لضمان عدم تعطلهم في حال فراغ الأسطوانة التي يستخدمونها حالياً، وهو ما يسبب تكدساً شديداً وازدحاماً، وهو يحدث في فصل الشتاء غالباً لكثرة استعمال السخانات التي تعمل بالغاز، بالإضافة إلي استخدامها في بعض الورش والمحال والمطاعم بالمخالفة للقانون. وقامت مديرية التموين بالمنوفية بطرح نظام جديد لتسليم أسطوانات الغاز للأهالي عن طريق اعتماد خمسة أفراد من كل قرية يوقعون علي إقرارات تسلم كميات الأسطوانات المخصصة بالكامل في محاولة من جانبهم لتجنب المشكلات التي تواجههم أثناء التسليم، حيث استطاعت مستودعات الغاز توفير جزء كبير من احتياجات الأهالي. وبالرغم من تفاقم الأزمة في العديد من مدن وقري المحافظة، فإن التدخل الأمني اختفي تماماً لتشهد المحافظة منذ بداية الأزمة خلال الأسبوعين الماضيين حوادث اعتداء ومشاجرات أسفرت عن إصابة العشرات. ولاتزال تداعيات أزمة الغاز تلقي بظلالها علي الفيوم، حيث تسبب اختفاء الأنابيب في قيام المواطنين بالثورة في وجه مسئول كبير بتموين الفيوم، حيث ثار الأهالي الغاضبون في وجهه، حينما تعامل معهم بتهكم وقام بطردهم من أمام المستودع الرئيسي للغاز علي الطريق الدائري، مما اضطر المواطنين إلي قيامهم بتلقينه درساً في المعاملة الكريمة، بعد أن انهالوا عليه ضرباً بأياديهم هو وعدد من المسئولين معه، حتي قام بعض مفتشي التموين بإنقاذه من أيديهم بعد أن أشبعوه ضرباً، ولاتزال الأزمة تضرب بجسورها وتلقي بظلالها علي منازل المحافظة، فقد شهدت منشية عبدالله ومنطقة الكيمان أزمة حادة في الغاز، ويشير «وائل جاد» أحد أبناء القرية إلي أنه اتصل بمدير عام التموين لتدبير الغاز للمواطنين، فقال إنه قام بتوزيع الغاز علي القرية حتي الثالثة فجراً، الأمر الذي اعتبره المواطن نوعاً من العبث لأنه عقوبة للمواطن أن يظل الليل كله مستيقظاً من أجل أسطوانة الغاز، ولاتزال أنابيب الغاز في المحافظة سوقاً رابحة للتجار وعدد من معدومي الضمير من مفتشي التموين الذين استغلوا معاناة المواطنين أسوأ استغلال للتربح علي آلام الناس. من جانبه قال اللواء «ياسر زكريا محمود» رئيس مجلس إدارة شركة الغازات البترولية إنه لم يتم القبض علي أي من موظفي الشركة لأنها لا تقوم ببيع الأسطوانات أو تداولها ويقتصر دورها علي توفير الأسطوانات المعبأة فقط لصرف الحصص المقررة للمتعهدين، التي تكفي لاحتياجات المواطنين الفعلية وتزيد، مشيراً إلي أن الأزمة الحالية إنما هي أزمة «مفتعلة» علي حد تعبيره. وأصيب مزارع بأشمون بارتجاج في المخ عقب سقوطه من أعلي سيارة محملة بأنابيب البوتاجاز أثناء محاولته الحصول علي أسطوانة بوتاجاز ممتلئة، تم نقله علي الفور إلي مستشفي أشمون العام، وأخطرت النيابة فتولت التحقيق.