سماها أبوها نوارة الإنتصار ولو كان عمنا أحمد فؤاد نجم مكشوفا عنه الحجاب لأسماها نوارة الثورة.. أو ربما هو مكشوف عنه الحجاب بالفعل لأنها نوارة إنتصار الثورة.. خلال ثلاثة أسابيع سرقوا حساباتها الألكترونية على تويتر وفيس بوك وجرجروها إلى النيابة.. ثم أخيرا أرسلوا عشرات البلطجية ليعتدوا عليها أثناء خروجها من التليفزيون .. لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها إستهداف الناشطات.. وليست المرة الأولى ولا العاشرة ولا المليون التي نسمع فيها مهازل تحدث ضد الناشطات منها ما تم تصويره في ميدان التحرير ومنها ما أكدته المحكمة في قضية كشف العذرية أو كشفتها شهادات ناشطات مثل الدكتورة غادة أو الصحفية منى الطحاوي لماذا يفعلون ذلك.. لماذا يستهدفون الناشطات بهذا العنف والتركيز والحقد والرغبة في الإنتقام التبرير الجاهز الذي سمعناه بعد أحداث مجلس الوززاء وفضيحة فيديو الفتاة المسحولة أن أجهزة الأمن تتعمد الإساءة البالغة للناشطات لتخويف البنات من الإشتراك في المظاهرات والضغط على الأهل ليمنعوا بناتهم من السياسة وبلاويها واللي بيجرى فيها.. وفي هذا التحليل بعض المنطق.. ولكن ليس كل الحقيقة فالحقيقة أن الدور الذي لعبته المرأة المصرية في هذه الثورة الرائعة كان أكبر من أن يختزل في موقف أو إسم أو حركة .. وكان مزعجا للكوكتيل العجيب الذي يحكم مصر .. "كوكتيل البيادة والذقون " ..دور نوارات مصر في الثورة بدأ حتى من قبل 25 يناير .. لن ننسى أن المستشارة نهى الزيني كانت أول من خرج من مؤسسة العدالة يرفض ويوثق ويفضح تزوير الإنتخابات .. وأن فتاة مصرية عادية جدا إسمها إسراء عبد الفتاح كانت أول من نادى بمظاهرات شاملة وإضراب عام في أرض مصر.. هل يمكن إحصاء الأسماء النسائية التي شاركت في هذه الثورة وكانت من رموزها.. لا يمكن حصر الاسماء.. جميلة إسماعيل وأسماء محفوظ وبثينة كامل وليلى سويف وسالي توما .. سميرة إبراهيم بطلة كشف العذرية التي تحدت العسكر وفضحتهم ومنى سيف التي رفعت لواء لا للمحاكمات العسكرية .. الدكتورة منى مينا وبطلات العيادات الميدانية.. ماما خديجة و أم خالد سعيد وأخت مينا دانيال وأمهات الشهداء.. يفخر الثوار بمشاركة أمهاتهم وأخواتهم في الثورة .. يقولون إن مصر أنجبت نساء تساوي الواحدة منهن 100 رجل من أهل الكنبة والعباسية .. ولكن الكوكتيل العجيب الذي يحكم مصر ويشدد قبضته عليها لا يرى ذلك .. كوكتيل العسكر والمتشددين دينيا يستطيع أن يحترم المرأة ويذكرها بالخير طالما أنها خلف جدران البيت أو قضبان النقاب .. ولكن تصدرها الصفوف أمر مزعج لهما معا.. تماما كما تزعجهما فكرة الحرية التي هي بالنسبة للفريق الأول ضد الإنضباط.. وبالنسبة للفريق الثاني ضد الدين
المشكلة أن كلا من البيادة والذقن يحتقر المرأة ويكره الحرية .. فما هو المنتظر منهما تجاه المرأة عندما تنادي بالحرية