تصدرت صورة "الفتاة المسحولة" كافة وسائل الإعلام العالمية قبل المحلية في اهتمام غير مسبوق، مما جسد حالة الاستنكار التي عبر عنها العالم في تعليقه على المشهد الأكثر إثارة للمشاعر والغضب منذ اندلاع الثورة المصرية بل وثورات المنطقة العربية كلها. وهزت الصورة المثيرة ومقطع الفيديو وسائل الإعلام الكبرى على مستوى العالم لتجسد حالة الانتهاك الوحشي التي ارتكبها الجيش المصري ضد شعبه، والتي لم تعتبر انتهاكا لجسد إمرأة فقط، وإنما انتهاك للحريات والكرامة، وتعرية لمصر أمام العالم وفقا لوصف إحدى الصحف العالمية. وفضلا عن الاهتمام العالمي بالصورة وحجم التعليقات والمشاركات التي حازت به، وضعت مجلة "تايم" الأمريكية الصورة على رأس قائمة صور الأسبوع، استنادا منها على حالة الاهتمام العالمي التي جسدتها الصورة، كما اعتمدت على حجم تعليقات القراء وحجم تناقلهم للصورة والفيديو، على مواقع التواصل الإجتماعى المختلفة كالفيس بوك، وتويتر ولينكد إن. احتلت الصورة المركز الأول لتصبح الصورة الأكثر رواجا إعلاميا وتعليقا على مدى أسبوع على مستوى العالم مقارنة بكافة الصور المنشورة بملف صور العالم في أسبوع والذي تضمن مشهد رحيل الزعيم كيم جونج إيل رئيس كوريا الشمالية لتحتل صورته مركزا متأخرا بعد صورة "الفتاة المسحولة"، كما تأخر ايضا مركز صور حريق المجمع العلمي بمصر والذي هز العالم باعتباره أحد آثار نابليون بونابرت في مصر إلا أن مشهد الفتاة المسحولة تفوق على كافة أحداث الأسبوع التاريخية منها والاستراتيجية. من جانبها أعطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية وصفا مميزا للحادث عندما أكدت أن تجريد المرأة المصرية من ملابسها وتعرضها للضرب عارية تعرية للمجتمع المصرى. كما واصلت انتقادها للمشهد متهمة جنود الجيش الذين ارتكبوا تلك الجريمة بهز المجتمع المصري المحافظ بأكمله, مشيرة إلى أن المظاهرات التي اندلعت لآلاف السيدات في شوارع القاهرة تعبير عن أن إهانة المرأة المصرية وأن تعريتها هو تجريد لمصر. ووصفت التظاهرة النسائية التي شهدها يوم الثلاثاء الماضي بأنها أكبر مسيرة للمرأة منذ بداية الثورة. وعلى مستوى الصحافة البريطانية أعطت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية اهتماما خاصا فعرضته على موقعها الإلكتروني معلقة بأن فيديو "فتاة مجلس الوزراء المسحولة" مثير للجدل وسيدفع إلى خروج مظاهرات نسائية حاشدة للاحتجاج على جر وتعرية الفتاة وهو ما تحقق بالفعل مما أرغم المجلس الأعلى للقوات المسلحة على سحب الجيش من الشوارع، والاعتذار عن الحادثة. كما نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية مقالا تؤكد فيه أن مشهد الفيديو يعد إهانة لكل إمرأة في مصر، وخاصة عندما تعمد أحد قوات الأمن دهس جسدها وصدرها مرتين بأقدامه وكأنه يوجه إهانة مقصودة للمرأة وجسدها. وأضافت أن تلك المشاهد قادرة على إثارة غضب واستنكار كل من يشاهدها داخل وخارج مصر، مما يهدد بتأجيج موجة الاحتجاجات من جديد رفضا للعنف الذي يمارسه الجيش. واستشهدت الصحيفة بمانشيت صحيفة التحرير المصرية التي نشرت الصورة إلى جانب عنوان صارخ باللون الأحمر يقول "كاذبون"، مشيرة إلى أن الجيش استخدم العنف ضد المتظاهرين بشكل وحشي وافترائي. وفي نفس السياق أيدت الصحافة الإسرائيلية خروج النساء في تظاهرات كرد شرف لما حدث للفتاة المسحولة فكتبت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن التظاهرات التي شنتها النساء في مصر ضد الجيش بعد ممارساته القمعية ضد المرأة محاولة منهن للضغط على المجلس العسكري حتى يتخلى عن سلطاته، وخاصة بعد مشهد الفتاة التي أكدت تهميش العسكري للمرأة وإهانته المستمرة لها. وساندت الصحيفة التهديدات التي شنتها بعض الناشطات لرفع القضية الى المحاكم الدولية إذا لم يتم التحقيق في الحادث ومعاقبة الجناة، مستنكرة إعراب الجيش عن أسفه لهذه الأحداث لتهدئة الوضع، دون تحمل المسئولية الكافية بمعاقبة الجناة من الجنود، أو حتى الإعلان عن هوياتهم، وهو ما ساعد على اشتعال حالة الغضب لدى كل من النساء والرجال على حد سواء.