ترددت أنباء بين عدد من مريدي د.ياسر برهامي - أحد أقطاب الدعوة السلفية بالإسكندرية - عن توجهه نحو خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، كما ترددت أنباء عن نية عدد من رجال الأعمال السكندريين المنتمين للتيار السلفي تدعيم «برهامي» فضلاً عن عدد من الرموز السلفية الأخري، وهو ما عكس تناقضاً لموقف الدعوة السلفية الذي بدأ محرماً للانتخابات عام 1987 في ظل تحالف جماعة الإخوان المسلمين مع حزب الوفد في الانتخابات بزعم ان المجالس التشريعية تعمل لسن قوانين تخالف الشريعة الإسلامية ثم تطور الموقف السلفي بجواز المشاركة في الانتخابات مع بداية القرن الحالي مع الدعوة لعدم المشاركة لما تسببه من مفسدة وعدم تحقيق أي مكاسب فعلية تعود علي المسلمين من المشاركة فضلاً عن عدم وجود مساحة من الحرية لخوض انتخابات حقيقية، وهو ما أكده الشيخ سعيد عبد العظيم في أول مؤتمر جماهيري للدعوة السلفية بالإسكندرية بمنطقة الدخيلة عام 2005 مطالباً الناخبين بمقاطعة الانتخابات وهو ما اعتبره البعض محاولة من قبل شيوخ الدعوة السلفية لإجهاض شعبية مرشح الإخوان في الدائرة. يأتي هذا بعد أسابيع من إطلاق شيوخ الدعوة السلفية بالإسكندرية المسماة - بالسلفية العلمية - مبادرة لإصلاح المجتمع تحت مسمي «المبادرة السلفية للإصلاح» والتي أطلقها الشيخ - سعيد عبد العظيم - أحد رموز السلفية بالإسكندرية - وبدأها برفضه جميع الدعوات الاشتراكية وقومية والليبرالية قائلاً: «العلمانيون والديمقراطيون والليبراليون يحتاجون لمن يصلحهم، ويصلح قلوبهم وأرواحهم ويهديهم صراطا مستقيما»، فضلاً عن رفضه مطالب الديمقراطية معتبراً أنها مخالفة للكتاب والسنة، مشيراً إلي أن الإسلام به أحكام تفصيلية شملت كل نواحي الحياة سياسية واجتماعية واقتصادية وأخلاقية، لكنها أحكام مقننة وحبيسة الأدراج. وهاجمت مبادرة «عبد العظيم» الطرق الصوفية والفرق الشيعية معتبرا أنها لا تصلح كدعوات إصلاحية من الأساس. وانتقد «عبد العظيم» الاحتجاجات كوسائل سياسية للإصلاح قائلاً: إنها عفن من شأنه أن يدمر البلاد والعباد، وماذا يفعلون لو نزلوا للشارع وتظاهروا علي مثل هذا النحو، إنها خيبة وضيق أفق وغباء مستحكم. كما رفضت المبادرة السلفية مبدأ تداول السلطة بزعم أنها قد تجيء بحاكم كافر، كما رفضت المبادرة الاحتكام إلي الصناديق الانتخابية فضلاً عن تولي المرأة الحكم وقال: «ما قيمة صندوق شفاف أو غير شفاف إذا كان سيأتي بامرأة تحكم ( وما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) أو أن تأتي الانتخابات بيهودي أو بشيوعي أو كافر يحكم بغير شرع الله، لا قيمة لهذا الصندوق حتي إن كانت هذه هي إرادة الجماهير، فحكم الله لا بد أن يقدم». كما انتقد «عبد العظيم» في مبادرته معارضة التوريث والمطالبة بالديمقراطية، قائلاً: فليحكم ولو عبد حبشي وليحكم طيلة حياته، والمهم في المسألة أن نُحكم بكتاب الله، وبسنة رسوله. فيما توقع عدد من المهتمين بالشئون الإسلامية خلافات خلال الفترة القادمة بين شيوخ الدعوة السلفية بعد ظهور التناقض بين المبادرة السلفية للإصلاح التي أطلقها «سعيد عبد العظيم» مع ما يتردد عن خوض عدد من الرموز السلفية الانتخابات البرلمانية.