(1) خطأ كبير أن تبرر العنف بأنه سلوك معتمد فى كل دول العالم، لا أحد فى العالم يحكمه مجلس عسكرى غيرك. خطأ كبير أن ترى ما فى التحرير الآن ثورة سياسية لها مطالب تتنافى مع شرعية الانتخابات والبرلمان والاستفتاء التى يحترمها الجميع، ولن نسمح لأحد بالالتفاف عليها. من حق الناس تقف فى وش اختيار المجلس العسكرى للجنزورى رئيس حكومة (طالما راجعت كل القوى السياسية من إخوان أو ثوار أو ليبراليين قرارات المجلس العسكرى، وكثيرا ما استجاب لهذه الآراء.. أذكرك بجمعة الإسلاميين ضد الوثيقة التى جمدتها).. بس من المستحيل تقف قدام حد الشعب أجمع عليه بانتخابات رسمية، وعندك دليل كل الانتخابات النقابية اللى فاز بيها الإخوان من غير ما حد يعتصم ويرفض النتيجة.. وعندك نتيجة مجلس الشعب اللى ماحدش اعتصم ضدها.. ماتخلطوش الأمور.. اللى فى التحرير دلوقتى مش خناقة سياسة دى خناقة ناس عاديين وأقل من العادى كمان ضد ناس بتقتل وتسحل وتهين وتستفز.. لو وقفت شاب من اللى كان بيضربوا طوب مش هتلاقيه عارف الفرق بين البرادعى وحازم أبو إسماعيل ولا يعرفهم.. هتلاقيه بيكلمك على أصحابه اللى ماتوا. (2) لماذا لا تتحدث حضرتك عن البلطجية الذين يملؤون كل مكان فى مصر؟ بلطجية الإعلام الذين يسخرون من الموتى والمسحولين وكل من يقدم مبادرة وطنية، أيهما يسعدك التعامل معه أكثر.. من يلقى حجرا دفاعا عن نفسه أو ثأرا لعنف تعرض له بشر لا يعرفهم شخصيا ولا يربط بينه وبينهم سوى الجنسية؟ أم من يلقى فى وجهك اتهامات باطلة وأحكاما نهائية تشكك فى شرفك ودينك وعرضك ووطنيتك؟ شخص يسحب منك الجنسية لأنه يمتلك شاشة أو عمودا صحفيا ويمنحها مضاعفة للقتلى؟ البلطجية على الشاشات وفى الداخلية وفى صفوف الجيش وبين النخبة المثقفة التى تتفنن فى هدم صورة من تحركه نخوته وتصويره خائنا، البلطجية من الممكن أن تكون حضرتك واحدا منهم وأنت تهدر دمى إذا قلت إنك مسلم بطاقة تنتفض لمصلحة سياسية ولا تنتفض لحقيقة دينك الذى يجعلك شهيدا إذا ما مت دفاعا عن عرضك، البلطجية من الممكن أن تكون حضرتك واحدا منهم وأنت تتهم كل من يقف إلى جوار الثورة، بأنه خائن يستحق الإعدام أو منافق على أقل تقدير. (3) من فضلك لا تتهم أحدا بأنه ينافق الثورة.. من القواعد العلمية للنفاق إنك ماتنافقش القلة التى يقف فى وجهها أغلبية الشعب بقياداته.. وإنك ماتنافقش حد مش هتكسب من وراه غير الشتيمة والتعليقات البايخة والتخوين المجانى.. وإنك ماتنافقش حد لدرجة إنك ممكن ماترجعش بيتك تانى.. ده نفاق إيه ده اللى جه على الواحد بخسارة؟ ما المقابل الذى يوازى كراهية الأغلبية أو فقدان حياتك؟ إذا كنت تراها أمرا جالبا للشهرة، فما قيمة الشهرة إذا كانت الأغلبية تراها شهرة فتاة ليل؟ لماذا تتورط حضرتك فى ترديد اتهامات تحول بينك وبين أن تستوعب الصورة كاملة؟ لماذا وحضرتك يمكنك أن تكون (صقر حكيم) تفضل أن تبدو ك(بغبغان رغاى)؟ (4) فيه ناس فاهمة تسليم السلطة غلط، الموضوع مافيهوش لوى دراع ولا التفاف على إرادة الشعب، لأن الرئيس اللى هييجى هيبقى باختيار الشعب مش باختيار الميدان ولا أى جهة.. لو رئيس مجلس الشعب، فهو شخص منتخب من النواب اللى انتخبهم الشعب، وإذا كان رئيس طبيعى فهو هيجى بانتخابات أيضا.. الرئيس المدنى هيعرف يتعامل مع كل الخناقات المدنية اللى جاية بداية من لجنة صياغة الدستور لحد صياغته والاستفتاء عليه.. العسكر أغشم من إنهم يوحدوا الناس فى الفترة دى، وأقل وضوحا بكثير من إنهم يكونوا على الحياد ومايدخلوش علينا كل شوية باختراع من اختراعاتهم اللى بتربكنا وتفرقنا.. الموضوع عايز تفكير من حضرتك وإوعى تصدق إنه حل معمول علشان يرضى حد بعينه. (5) كل المقالات التى كتبها الواحد فى بدايات الثورة عن ضرورة دعم الجيش وعن كونه خطا أحمر وآخر أعمدة الدولة وأن وجوده بيننا يحمينا ويقوينا، وعن أهمية إعمال العقل والهدوء ودعم الاستقرار وعجلة الإنتاج.. كل هذه المقالات من المستحيل أن يتبرأ الواحد منها، لقد كانت صادقة جدا فى وقتها وسأنشرها كاملة ضمن شهادتى عن العام الأول من الثورة، أعتز بها جدا ولا أراها ضد ما أؤمن به الآن لكنها تزيدنى تمسكا به، فمع كل عودة للنظر فى هذه المقالات أتأكد أننى لم أدخر جهدا فى دعم فرصة المجلس العسكرى كاملة وأننى وقفت إلى جواره بمنتهى الإخلاص قدمت له كل ما أقدر عليه من عون لكنه لم يعاملنى بالمثل. أما ما سبق أن كتبته عن الأخطاء التى يقع فيها الثوار، فأنا ما زلت مصرا عليه، خصوصا أنها لم تشهد تحسنا ملحوظا، لكن كل ما يقعون فيه من أخطاء حماسية يتوارى خجلا أمام الكوارث التى تقع فيها بقية الجهات والأطراف. أما عن ضرورة احترام كل وجهات النظر فهو أمر لا مفر منه حتى لو كان الواحد يفعله على مضض فى الأيام الأخيرة، أحيانا يلتقى الواحد وجهة نظر قاسية فيقسو بدوره فى الرد على صاحبها، بعدها يشعر الواحد بالندم لأننى أعرف جيدا أن صاحبها لم يكن مغرضا، ولكنه مجرد مواطن عادى له من الأمر ما يراه بعينيه على السطح فقط. (6) آخر ما يمكن أن يقبل به الواحد هو تدخل أجنبى. أنا شخصيا أفضل أن أموت برصاصة من عسكرى مصرى، على أن يموت عسكرى مصرى برصاصة أجنبية. أذكرك فقط أن البلطجية والقلة المندسة هم الذين طردوا السفير الإسرائيلى من مصر عندما قتل جنودنا على الحدود. قام بها بلطجية التحرير وليس أحد آخر، فلا تخلط الأمور أرجوك.