برئاستها كوستاريكا تصبح «لورا شينشيلا» أول رئيسة لها، وبذلك تكون قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، حيث فازت بمنصبها الجديد إثر إجراء انتخابات رئاسية في فبراير الجاري، وأسفرت عن فوز حزب «التحرير القومي» بأغلبية الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسي شينشيلا وهو «أوتوني سوليس» في انتخابات نزيهة كما أكد المراقبون. وبحصول شينشيلا علي منصبها الأخير تكون قد انضمت لقائمة الحاكمات في أمريكا اللاتينية، ومن بينهن ميشيل باشيليت - رئيسة تشيلي - وكريستينا فرنانديز - رئيسة الأرجنتين -، وقد قدمت «لورا شينشيلا» شكرها لكل من صوت لصالحها وخصوصاً من النساء، لتؤكد بذلك أن بلادها تمضي قدماً نحو الأمام. ويري المحللون السياسيون أنه ربما تلجأ شينشيلا مستقبلاً إلي التحالف مع أحزاب المعارضة، نظراً لخسارة حزبها الأغلبية اللازمة للسيطرة علي المجلس التشريعي، وقد عزز عبور بلادها السهل نسبياً للأزمة الاقتصادية العالمية من فرص الرئيسة الجديدة في الفوز بالمنصب الرئاسي. هي ابنة مفتش عام سابق للمالية واسع النفوذ، وقد دخلت ميدان السياسة في سن مبكرة بعد حصولها علي شهادة في العلوم السياسية من جامعة جورج تاون الأمريكية بعد أن أنهت دراستها في كوستاريكا. يذكر أن شينشيلا ركزت في خطابها الانتخابي الرئاسي علي قضايا مهمة، منها الإجرام والمخدرات بموازاة الإنعاش الاقتصادي، وذلك بعدما تراجع إجمالي الناتج الداخلي لبلادها بنسبة 1.3% في 2009، حيث يعتمد في ازدهاره بشكل أساسي علي تدفق الاستثمارات الأجنبية، فكوستاريكا عرفت في السنوات الماضية انعدام الأمن والعنف المرتبط بالإجرام المنتشرين في المنطقة المحيطة بها. وسبق ل «شينشيلا» أن صرحت بنقل المعركة النهائية مع العصابات الإجرامية في أمريكا اللاتينية إلي أمريكا الوسطي، وذلك في إشارة منها إلي التوسع الإقليمي لعصابات المخدرات من كولومبيا والمكسيك بعدما تلقت ضربات هناك، والمعروف عن النظام الرئاسي في كوستاريكا أن رئيس الجمهورية يشغل منصبي رئيس الدولة ورئيس الحكومة، كما يتم انتخابه لفترة رئاسية مدتها أربع سنوات، وظل حزبا «التحرير الوطني» و«الوحدة المسيحي الاشتراكي» يستأثران بالتأييد الشعبي في كوستاريكا حتي انتخابات الثالث من فبراير 2002، حيث برز حزب «العمل الوطني» الذي حصل علي نسبة كبيرة، مما تسبب في عقد جولة ثانية من الانتخابات. اللافت في هذه الأحداث أن «شينشيلا» ستخلف بذلك الرئيس آرياس «69 عاما» الذي لا يخوله الدستور الكوستاريكي حق تولي الرئاسة لولايتين متتاليتين، وهو حائز علي جائزة نوبل للسلام «عام 1987» لدوره في إخماد الحروب الأهلية في أمريكا الوسطي، غير أن المرحلة الأخيرة من فترته الرئاسية شهدت نكسة في هذا المجال إذ فشلت وساطته في إيجاد مخرج للأزمة السياسية في «هندوراس». يشار إلي أن لورا شينشيلا متخصصة في العلوم السياسية، كما أنها خبيرة في شئون الأمن، وقد شغلت منصب نائب الرئيس «أوسكار آرياس» مؤخراً ثم استقالت لخوض الانتخابات الرئاسية التي فازت بها وتعهدت بمواصلة سياسات «آرياس» المعززة لقطاع الأعمال والتوسع في اتفاقات التجارة الحرة واجتذاب الاستثمارات. وبالرجوع إلي النشاط السياسي لشينشيلا سنجد أنها انضمت عام 1994 إلي حكومة الرئيس «خوسيه ماريا فيفيريس» كنائب وزير الأمن العام قبل أن تخلف الوزير بعد سنتين، كما انتخبت كنائبة في البرلمان بين الفترتين 2002 و2006 وعينت نائبة للرئيس آرياس ثم تولت منصب وزيرة للعدل في حكومته، غير أنها استقالت في أكتوبر 2008 لتتفرغ بعد ذلك لترشحها للرئاسة لأول مرة بعدما اقترح عليها ذلك الرئيس الذي لعب دور مرشدها السياسي.