الشوبكي: لو كنا في دول يسودها حكم القانون لحوكم الرياضيون الذين يتولون مناصب إعلامية في مصر والجزائر حسن المستكاوي وعمرو الشوبكي أثناء الندوة أكد الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ورئيس منتدي البدائل العربي للدراسات، أن التراث التاريخي بين كل من مصر والجزائر كبير جدا، فما قدمته مصر للجزائر خلال حرب التحرير لا يمكن أن يغفله عاقل وكذلك لا يمكن إغفال الدور الجزائري في حربي 1967 و1973، وأضاف الشوبكي في كلمته التي ألقاها أمام ندوة «الإعلام بين المهنية والسياسة - تداعيات مباراة مصر والجزائر» والتي نظمها أمس منتدي البدائل العربي للدراسات أن هناك حساسيات متجزرة بين العديد من الشعوب العالمية مثل الاختلاف بين الأمريكيين والإنجليز، وبين الفرنسيين، ولكننا لم نشهد ظهور هذا الخلاف في مباراة لكرة القدم، وأشار الشوبكي إلي أن المشكلة لم تكن أبدا في الملعب، ولكن المشكلة كانت خارج الملعب وتسبب فيها الإعلام المرئي والمكتوب في البلدين والذي تعامل مع الأزمة دون أي احترافية. وأضاف الشوبكي أن الجراح والآثار السلبية التي خلفتها المباراة سوف تترك أثرها في البلدين ولكنها أكثر في الجزائر، وأننا لو كتا في دول يسودها حكم القانون لحوكم هؤلاء الرياضيون الذين يتولون مناصب صحفية وإعلامية في كل من البلدين (مصر، الجزائر) لإهانتهم وحطهم من تاريخ ورموز البلدين، وأن مفهوم البعض الضيق لفكرة القومية العربية ليس له علاقة بمباراة كرة القدم، لأن الخلل هو خلل محلي وليس له أي علاقة بفكرة القومية لا من قريب أو بعيد، وأوضح الشوبكي أننا حملنا الموضوع أمورا ليس لها محل من الإعراب، فتسييس الموضوع وربطه بفكرة التطبيع مع الإسرائيليين وتصوير مصر من خلال علاقاتها مع الدول الكبري وغيرها من الدول علي أنها خائنة هذا أمر غير مقبول لأننا من الناحية الأخري لم نجد الجزائر تجهز الجيوش لمحاربة إسرائيل أو أنها إحدي دول الممانعة الكبري. من جانبه أشار الناقد الرياضي حسن المستكاوي إلي أن كرة القدم ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية هي البديل الاجتماعي للحرب، وأن الشعوب في كل دول العالم لا تجدها تخرج بالملايين إلا في حالتين، إما الفوز ببطولة في كرة القدم أو في الثورات لتغير نظام حاكم، وأضاف المستكاوي أن الإعلام في بلادنا دائما ما يكذب لأنه يدار دون احترافية تذكر، ونحن كعرب نلعب في ساحات الحرب ونحارب في ساحات اللعب، والإعلام المصري كان بعيدا تماما عن المهنية، خاصة الإعلام التليفزيوني، وكذلك فعل الإعلام الجزائري، لأنهما غذوا الفتنة بين البلدين ونقلوا ما كان يفعله قلة من الشباب من البلدين علي الإنترنت من الشتم وحرق الإعلام إلي الملايين في البلدين الذين ركبوا الموجة فحدثت الأزمة.