على الرغم من تعدد شركات البترول ووجود عدد كبير من القرى السياحية بالعين السخنة وأربعة موانئ بحرية على الأقل داخل المحافظة إلا أن أحمد الشاب السويسي الذي تخرج من كلية التجارة قبل 12 عاما لا يجد فرصة عمل مناسبة كغيره من الآلاف الشباب داخل محافظة السويس التي أطلق عليها المصريين سيدي بوزيد مصر في إشارة إلى المدينة التونسية التي بدأت فيها الاحتجاجات. أبناء السويس يقولون أن التهميش الذي شهدته المحافظة طوال السنوات الماضية كان بسبب معارضة المدينة الشديدة لهذا النظام وأن ثرواتهم تذهب لغير أبناء المحافظة الذين يتم تعينهم في الوظائف العليا بشركات البترول وغيرها من المشروعات العملاقة فيما لا يتوافر لهم فرص عمل إلا في شركات ومصانع متعثرة بأجور متدنية. ويقول أحمد الكيلاني المحامي بالنقض وعضو الجمعية المصرية للتغير أن النظام السابق تعمد تهميش السويس بسبب موقفها المعارض دائما للنظام مما جعلها مدينة تعج بالمشكلات، وعلى الرغم من وجود قلاع صناعة البترول بالسويس وأربعة موانئ فأنها تعاني من مشكلات البطالة. ويضيف أن تراكم الغضب بين شعب السويس طوال الفترة الماضية هو الذي فجر ثورة الغضب بالمحافظة. ويقول أن نواب السويس السابقين لم يقدموا أي استجوابات هامة حول مشكلات المحافظة. السويسالمدينة الغاضبة التي أشعلت ثورة الخامس والعشرين من يناير ترى أنها ظلمت أثناء فترة حكم النظام السابق برئاسة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأنها طوال أكثر من ثلاثين عاما وهي تعاني من مشكلات مزمنة في قطاعات مياه الشرب والإسكان والبنية التحتية وتوافر فرص العمل بالنسبة للشباب، وهذا ما يطالب بحله أهالي المحافظة من النواب الجدد للسويس التي ستجرى فيها الانتخابات يوم الأربعاء المقبل حيث يتنافس 112 مرشحا على المقعدين الفردين و 12 قائمة حزبية على أربعة مقاعد. وعلى الرغم من وجود سامح فهمي وزير البترول السابق نائبا بمجلس الشورى عن المحافظة خلال العشر سنوات الأخيرة إلا أنه وحسب ما أكده أهل السويس لم يقدم لهم أى شىء مهم ولم يساعد في حل مشكلات أهالي السويس المزمنة. ارتفاع موارد المحافظة ووجود شركات النفط بها والحركة السياحية النشطة بالعين السخنة لم يأتي بالخير لأهل السويس كما كانوا يتوقعون ، مما جعلهم أكثر سخطا على النظام السابق وعلى فلوله الذي تقدموا للترشيح خلال الانتخابات الجارية ، مما جعلهم يمزقون لافتتهم التي كانت منتشرة في شوارع السويس في مشهد طالما أثار استفزاز مشاعر أهل المحافظة التي قدمت 24 شهيدا خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير. وشهدت السويس طيلة الشهور الماضية احتجاجات عديدة على الأوضاع الامنية وقلة فرص العمل والإسكان. كما نظمت عدة احتجاجات عمالية للمطالبة بتحسين ظروف العمل. وقطع الطريق المؤدي للمحافظة أكثر من مرة بسبب الاحتجاجات المتكررة. السوايسة يؤكدون أن وجود القرى السياحية بالعين السخنة كان سببا في حرمانهم من مياه الشرب النقية بعد تحويلها خط مياه الشرب إلى هناك ووصول المياه غير النظيفة إليهم مما تسبب في تعدد حالات الفشل الكلوي داخل المحافظة. السويس التي تقع عند الطرف الجنوبي لقناة السويس تتنافس فيها وبقوة قوائم أحزاب الحرية والعدالة والتي يأت على رأسها مرشح الفئات أحمد محمود و مرشح حزب النور السلفي عبد الخالق محمد عبد الخالق الذي يدخل في المنافسة أيضا على رأس القائمة وينافسهما وعلى رأس قائمة الكتلة المصرية عماد خاطر وسيلي الذي يعتمد على أصوات الأقباط فيما تقل فرص المنافسة بالنسبة لمرشحي حزب الوفد. وعلى المقعد الفردي تشتد المنافسة على المقعد الفئات بين عباس عبد العزيز مرشح الحرية والعدالة و محمد عادل مرشح التحالف من اجل مصر و طلعت خليل عمر وهو من ثوار السويس و حسين سمير عبد النبي من الكتلة المصرية وحزب الوسط وعلى رأس قائمته عصام شبل رئيس الهيئة العليا للحزب. وعلى مقعد العمال يتنافس مرشح الكتلة المصرية عبد الحميد كمال النائب السابق في البرلمان عن حزب التجمع وهاني نور الدين مرشح حزب النور السلفي والناشط السياسي سعود عمر. ويبلغ عد الناخبين بالسويس نحو 355 ألف و 286 ناخبا. والسويس محافظة صناعية تشتهر بالنفط والحديد والصلب والشحن البحري فضلا عن أنها تطل على قناة السويس وهي مصدر رئيسي من مصادر الدخل القومي المصري. وسقط أكثر من 20 قتيلا ومئات الجرحى فيها أثناء الانتفاضة الشعبية.