عشية الانتخابات البرلمانية التي تبدأ غدا، نشرت جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريرا، كشفت فيه عن أن عدد من صناع القرار وأعضاء الكنيست في إسرائيل طالبوا بوضع قرار خوض حرب ضد مصر في الحسبان في حالة فوز جماعة الإخوان المسلمين بالأغلبية في الانتخابات. ونسبت الجريدة لبنيامين بن إليعازر وزير البنية التحتية الإسرائيلي السابق وصديق الرئيس السابق حسني مبارك قوله أن اتفاق السلام مع مصر هو ثاني أهم اتفاق استراتيجي لإسرائيل بعد اتفاقها الاستراتيجي مع أمريكا، وفي حالة فوز الإخوان بأغلبية برلمانية وتشكيل الحكومة هناك معناه انهيار هذا الاتفاق واستعداد إسرائيل خوض حرب جديدة ضد مصر. وقالت الجريدة "العاصفة" التي تشهدها القاهرة في هذه الأيام أصبحت تثير حالة من القلق الشديد في إسرائيل، حيث يرصد أعضاء الكنيست الذين يعرفون الواقع المصري عن كثب منذ سنوات بقلق متزايد ما يدور، ويعترفون بأن حالة الفوضى وفقدان اليقين في مصر من شأنها أن تنذر بعهد جديد خطير فى العلاقات معها. وقال عضو الكنيست يسرائيل حاسون من حزب كاديما و الذي كان في الماضي نائبا لرئيس جهاز الشاباك (الأمن الداخلي) و الذى يحتفظ بعلاقات مع معارف له في القاهرة - على حد قول الجريدة - "الانتخابات في مصر ستستمر لشهور وليس ليوم واحد مثلما يحدث في إسرائيل والتوقعات تشير إلى فوز الإخوان المسلمين ب 30% من الأصوات وسوف تحصل الكتلة الإسلامية بصفة عامة على أكثر من 50%، وتشمل الكتلة الإسلامية الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية التي تورطت في قتل أنور السادات وأحزاب متفرعة من الإخوان مثل الوسط. وأضاف "حاسون" : "ما يحدث حاليا هو أن هناك حوالي 60 حزبا مختلفا سيذهبون للانتخابات، وقد رأت قيادات جماعة الإخوان بأنهم ليسوا أقوياء بالقدر الكاف في الأسابيع الماضية وهذا دفعهم لإشعال تظاهرات القوى التي خرجت يوم 18 نوفمبر الماضي لتذكير الجميع بقوتهم. ولكن بعدها - أضاف الرئيس السابق للشاباك - فوجىء الإخوان من جديد بأنهم على الهامش وأن ثوار التحرير قد استعادوا زمام المبادرة وأنهم هبطوا للدهاليز الخلفية، ولذلك فإنهم يريدون الانتخابات الآن وبأقصى سرعة حتى لا يتسبب المزيد من التأجيل لها في تعويق فرص فوزهم. أما عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر من حزب العمل (وهو الوزير السابق وصديق الرئيس السابق حسني مبارك) فقال أن الانتخابات القادمة في مصر ستجلب معها دخول مكثف لأعضاء برلمان إسلاميين وسوف يكونوا على الأقل ثلث البرلمان ولن أشعر بالمفاجأة لو وصلوا النصف وهذا سيقلب الأمور رأسا على عقب وسوف تواجه إسرائيل مصرا أخرى غير مصر حسني مبارك ومصر المجلس العسكري". وقال إليعازر : "لست واثقا بأي طريقة سيتم احترام اتفاقية السلام مع إسرائيل وأتوقع أن لا تستمر أي حكومة في مصر أكثر من شهرين في ظل الفوضى وحرب الجميع ضد الجميع". وقال بن إليعازر: "لدينا اهتمام كبير كما هو معروف بالحفاظ على اتفاق السلام الاستراتيجي مع مصر، والذي يعتبر الثاني في أهميته بعد العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومع ذلك وعلى ضوء السيناريوهات، أقدر أنه ينبغي وضع احتمال الدخول في حرب مع مصر في الحسبان". وطبقا لبن إليعازر: "الواقع الجديد في مصر سيؤثر على قدرة جيش الدفاع في قطاع غزة، ولن أتعجب لو أملى العهد "الإخواني" الجديد في مصر وضع جديد في غزة وهنا سيكون زلزال حقيقي ولا يمكن لأحد أن يتنبأ ما الذي يمكن أن يخلفه هذا الزلزال".