في إطار ندوتي الأسبوعية كل جمعة بمدينة الإسكندرية، وكذلك ندوتي الاثنين والأربعاء بالقاهرة وحملات طرق أبواب، يسألني بعض الحضور: هل نجحت الحملة المصرية ضد التوريث في تحقيق أهدافها؟! بالقطع إجابتي بالنفي، فلن يتحقق هدف الحملة النهائي إلا باختفاء شبح التوريث نهائيًا من سماء مصر، بجميع أشكال وألوان التوريث، بالدم أو بالاختيار أو بالاحتكار!! لن تنجح الحملة المصرية ضد التوريث في إدراك أهدافها الحقيقية، إلا إذا استردت مصر قرارها في اختيار من يحكمها، وحقوقها في دستور عصري، يقيم دولة الحقوق، والحريات والمؤسسات، وتختفي معه دولة الفرد الواحد أو الأسرة الواحدة. وتبقي حقائق مهمة تؤكد أن الحملة نجحت بالفعل في إدراك أهداف، وإحداث متغيرات حقيقية منذ لحظة ميلادها في 14 أكتوبر 2009 وللآن.. نجحت الحملة في أن تضم في تكوينها الأول كل ألوان الطيف السياسي المصري من يمين لوسط ليسار، من إخوان إلي شيوعيين إلي ليبراليين إلي ناصريين، شاركت معظم الأحزاب الحية، عدا الوفد والتجمع في تأسيس الحملة،بل إن أحزابًا مهمة تحت التأسيس مثل: الوسط والكرامة والإصلاح والتنمية لعبت دورًا يتفق وحجمها الحقيقي في الشارع وشرعية وجودها الواقعي. كما نجحت الحملة في ضم مئات الشخصيات العامة في مقدمتهم قائد الحملة ومنسقها العام الدكتور حسن نافعة، وكذلك شخصيات أخري تحظي بذات الثقل والاحترام والتقدير من المجتمع المصري، أمثال الأديب علاء الأسواني، والإعلامي الكبير حمدي قنديل، والدكتور يحيي الجمل، ومحمد عبد القدوس والدكتور عبد الجليل مصطفي، والدكتور محمد شرف، والأستاذ جورج إسحق، ويحيي حسن وغيرهم. ويبقي الحضور الواضح لتمثيل حركات الضمير مثل كفاية و6 أبريل وحملة البرادعي وغيرها اعترافًا وترجمة عملية لحجم الثقة والالتفاف الذي حظيت به الحملة المصرية ضد التوريث.. والذي بدا في أوضح صوره في النجاح الكبير الذي أدركته الحملة في عقد مؤتمرها الأول عن مستقبل الديمقراطية الذي عقد بنقابة الصحفيين.. وكذلك في تدشين حملة التوقيعات علي بيانها من 400 من أهم مثقفي مصر وشخصياتها العامة. واليوم تبدأ الحملة المصرية ضد التوريث مرحلة جديدة، وميلادا جديدا، بتوسيع دائرتها إقليميا، بالخروج من القاهرة، وتدشين أول فروع الحملة في المحافظات بتأسيس فرع الحملة في مدينة الإسكندرية. السابعة مساء اليوم يلتقي ممثلو الأحزاب، والقوي الوطنية والحركات الاحتجاجية وتحالف «تقوي» والشخصيات العامة السكندرية، بمقر حزب الغد بجناكليس ، بدعوي من المنسق العام للحملة المصرية للتوريث الدكتور حسن نافعة لبدء إجراءات تأسيس فرع الحملة بالإسكندرية والاضطلاع بإعداد فاعليات الحملة بالإسكندرية وهو عقد المؤتمر الثاني حول مستقبل الديمقراطية في 28 فبراير الجاري. الاجتماع الذي فوض المنسق العام للحملة الدكتور محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب إخوان وكاتب هذه السطور في الدعوي إليه وإدارته يعد حدثًا سعيدًا كانت الإسكندرية تنتظره منذ الإعلان عن الحملة في أكتوبر الماضي وهو أيضًا خطوة مهمة ستنتقل خلال الأيام القليلة القادمة لمحافظات ومدن أخري مثل بورسعيد ومدينة المحلة ومحافظة الدقهلية ودمياط وغيرها. اليوم ميلاد جديد لمرحلة جديدة من حياة الحملة المصرية ضد التوريث حملة البحث عن مصر جديدة بلا استبداد ولا فساد ولا احتكار، ولا توريث. اليوم بالإسكندرية، وغدًا في احتفال الغد بالقاهرة بعيد الحب.