بدافع الرعب الإسرائيلي من تصديق مجلس الأمن الدولي علي تقرير جولدستون الكاشف لجرائم تل أبيب في الحرب علي غزة بدأت الحركات اليمينية المدعومة من حكومة بنيامين نتنياهو وعلي رأسها حركة «إم ترتسو» المتطرفة شن حملة علي الأكاديمية نعومي حزان رئيسة «الصندوق الإسرائيلي الجديد» أحد أكبر المؤسسات الخاصة في إسرائيل. السبب في شن الحملة «علي حزان» ومؤسستها أن الاثنين قاما بتزويد عشرات الجمعيات المدنية في إسرائيل «16 جمعية حقوقية» بتقارير ومعلومات عن جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وهي المعلومات التي بني عليها ريتشارد جولدستون القاضي الجنوب أفريقي تقريره.. الجمعيات المتطرفة تري أن الأكاديمية الإسرائيلية المعروفة بانتمائها لحزب ميرتس اليساري قامت بمد هذه الجمعيات الحقوقية والمدنية بوثائق وشهادات جنود إسرائيليين ومقابلات وتسجيلات وغيرها من الأدلة علي جرائم تل أبيب في الفترة ما بين نهاية ديسمبر ومنتصف يناير 2008. وتأخذ الحملة ضد «نعومي» الآن أشكالاً متعددة أبرزها تقديم اتهامات ضدها بالكنيست، فضلاً عن الحملات الإعلانية التي تفسح لها الصحف اليمينية ك «معاريف» مساحات واسعة، متمثلة في مقالات تمتلئ بالإهانات والسخرية والهجوم اللاذع، ويقوم بهذا الدور عدد من الكتاب المتطرفين في تل أبيب من بينهم بن درور ودان مرجليت وبن كاسبيت الذين كشفوا أن 90% مما ورد في تقرير جولدستون كانت «نعومي» مصدره. لكن أبرز صور الهجوم علي «نعومي» تمثل في إعلان نشرته الجمعيات اليمينية المتطرفة بصحف تل أبيب يحمل صورتها وعلي جبهتها قرن وحيد القرن، تحت عبارة «لنعومي» حزان قرن - والتي تعني بالعبرية صندوق- لكنه قرن مؤذ للغاية» كنوع من السخرية من المؤسسة التي تديرها بل إنهم اتهموا الأكاديمية الإسرائيلية بأنها تترأس طابورًا خامسًا ل «جواسيس» لحساب أعداء تل أبيب. وهو الهجوم الذي تري فيه حزان نوعًا من الإرهاب يمس حرية التعبير التي تتشدق إسرائيل بها، وتحذر الناشطة اليسارية من أن هذا الإرهاب ينزع شرعية المنظمات التي تعني بحقوق الإنسان الفلسطيني في إسرائيل ويشاركها الرأي عدد من رؤساء مراكز حقوق الإنسان بتل أبيب علي رأسهم ساريت ميخائيل - الناطقة بلسان المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان - معتبرة أن هذه الجمعيات المتشددة تحاول ضرب ثقافة حقوق الإنسان، مؤكدة أنه برغم خطورة هذه الحملات فإنه ليس هناك ما يدعو للخوف، قائلة: «من الواضح أن محاولات كتم أفواهنا ستستمر». ولدت «نعومي» في 18 نوفمبر في القدس عام 1946 وهي أكاديمية وسياسية وناشطة سلام وحقوق إنسان، عملت كعضوة بالبرلمان الإسرائيلي وهي حاصلة علي شهادة الماجستير من جامعة كولومبيا والدكتوره من الجامعة العبرية، وعملت أستاذة في جامعة هارفارد. كما قامت بشغل عدد من الوظائف العامة والأكاديمية من بيها منصب رئيس مركز هاي اس ترومان للبحث ودفع السلام بالجامعة العبرية، ورئيس الفرع الإسرائيلي للرابطة الدولية للعلوم السياسية، كما كانت من مؤسسي هيئة النساء في إسرائيل وعضوة بالوفد الإسرائيلي في الأممالمتحدة، كما عملت في عدد من منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والتي تدافع عن حقوق المرأة والسلام، ولها عدد من المؤلفات السياسية علي رأسها ما يتعلق بالعلاقات العربية الإسرائيلية والسياسة في تل أبيب وأوضاع المرأة. وفي عام 1992 تم انتخابها للمرة الأولي عضوة بالكنيست علي قوائم حزب ميرتس حيث تم تعيينها نائبة لرئيس الكنيست كما عملت رئيسة للجنة الأحوال الشخصية وعضوة بلجنتي الخارجية والأمن، وفي عام 1998 كانت مرشحة حزب ميرتس لرئاسة بلدية القدس، وبدءًا من عام 2007 عملت كرئيسة لمدرسة الإدارة والمجتمع في أكاديمية تل أبيب «يافا» وقامت بإلقاء محاضرات في العلوم السياسية والدراسات الأفريقية وفي عام 2008 تم تعيينها رئيسة ل «الصندوق الجديد لإسرائيل».