يعود مسرح البولشوي التاريخي في موسكو الى فتح أبوابه يوم الجمعة 28 إكتوبر الجاري، بعد ست سنوات من أعمال البناء و الترميم، والتي بلغت تكاليفها حوالي 560 مليون يورو. لقد شهد مبنى مسرح البولشوي، منذ تأسيسه في عام 1776، والذي إعتبرته منظمة اليونسكو أحد معالم التراث الإنساني، العديد من التقلبات، والحرائق، وقصف الطائرات أيضاً، وواجه التهديد بالإغلاق والهدم من قبل البلاشفة. ولكن، كما طائر الفينيق، كان يولد دائماً من بين رماده، ويحلّق من جديد. وهذا المسرح الرمز تقرر إعادة فتح أبوابه يوم الجمعة، بعد ست سنوات من أعمال الترميم المضطربة والمثيرة للجدل. ومن المتوقع أن يحضر حفل إعادة إفتتاح البولشوي نخبة من أبرز الشخصيات العامة في المجتمع الروسي، بالنظر للشهرة الواسعة التي يتمتع بها هذا الصرح العريق. ولم يتم بيع تذاكرالحجز لمراسيم الإفتتاح، ويمكن الحضور فقط بناءً على دعوة. وبلاسيدو دومينجو هو واحد من الفنانين الذين سيشهدون الحفل الكبير. وستكون هناك شاشات خارج المسرح ليكون بمقدور أهالي موسكو متابعة الحدث. وسوف ينضم "غيرلين" الى حفل الإفتتاح للترويج عن عطرٍ جديد تحت إسم "البولشوي"، والذي سيباع في العاصمة الروسية إبتداءاً من يوم الخميس بسعر 430 يورو. لقد أعادت أعمال الترميم والتطوير لمسرح "البولشوي" بريقه وهيبته. والصالة الرئيسية، والأخرى الواقعة على الجانب الأيمن، والتي كانت سابقاً مخصصة لتدريبات الكورال، إستعادت ملامحها التي وضعها لها المعماري الإيطالي ألبرتو كافوس في العام 1855 وبتكليف من القيصر ألكسندر الثاني. وقد إختفى المنجل، وكذلك المطرقة، والتي حلّ محلها النسر المزدوج الرأس. وكذا الحال بالنسبة للدرع الروسي الذي كان يتوج الواجهة الرئيسية. في حين بقيت الصالة المستطيلة على الجناح الأيسر كما كانت عام 1895، عندما تمّ تكييفها لأستقبال مراسيم تتويج القيصر نيكولاس الثاني في السنة التالية. ولقد وضعت اللوحة التي تحمل ذلك التأريخ في مكانها السابق. يقول مدير مسرح البولشوي في موسكو أناتولي إكزانوف: "أخيراً إستطعنا أن نستعيد أحد أبرز رموزنا المهمة، وواحد من أكثر المعالم الروسية أهمية". ومن ثمّ يضيف قائلاً: "أن الثقافة الروسية تشد إليها العالم أكثر من سياستها أو إقتصادها. لا يمكن ملاحظة أعمال التطوير من النظرة الأولى، غير ان كل شئ يبدو براقاً جداً. نحن حيال مسرح، لم يشهد فقط ترميمات رائعة، بل عمليات تحديث وإدخال تقنيات فريدة من نوعها".