اتصل بي صديق ليبي منذ حوالي الشهر وتطرق بنا الحديث إلي الثوره الليبية!. وقد حكي لي عن بشاعة جرائم القذافي وأولاده ومرتزقيه. ففي كل شارع وكل "زنجه" هناك من الأهالي الثكالي والأرامل والأيتام ما يفوق الحصر والعدد!. كما أقسم لي انه يعرف أسرة قد فقدت كل أبنائها وعددهم ستة في الأحداث الأخيرة ولايدرون عنهم شيئا!. كما حكي لي أيضا عن فظائع القذافي من إعدامات علنية في الجامعة وفي الإستاد وفي المعتقلات..الخ.. وقد تباينت ردود الأفعال عند مقتل العقيد علي مواقع الإنترنت. فمن مؤيد لقتله جزاء لما أثمت يداه ومن معارض بحجة أنه كان لابد من محاكمته أولا!. وأن قتله بهذه الطريقة البشعة يسيء الي الثورة المجيدة وحقوق الإنسان ..إلخ. وإلي رقيقي المشاعر ورهفاء القلوب المدافعين عن حقوق المجرمين أمثال القذافي, أدعوهم أن نتخيل سويا ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يقتل الثوار القذافي عند القبض عليه!. كان الثوار سيسلمون القذافي المصاب الي المركز الليبي العالمي لمعالجته. ثم يقومون بتسليم السلطة لكتائب القذافي (وهم بمثابة الجيش, حيث أنك لابد أن تعلم انه لايوجد جيش نظامي في ليبيا كما في حال بلدنا مثلا!) أو للمرتزقة مؤقتا لحين تهدأ الأمور. وسيهتف الثوار من الفرحة بأن الشعب والكتائب إيد واحدة!. ثم ستبدأ الإحتفالات فرحا بنجاح الثورة وسينسي الثوار أن قطع رأس الأفعي لا يكفي!. بل يجب ان تتهشم تهشيما وتسحق سحقا!. ثم ستهدأ الأمور تدريجيا وستبدأ جماعات مناهضة للثورة في الظهور وستسمي نفسها علي الفيس بوك "إحنا آسفين يامعمر" أو "معمر القذافي ده أبويا مش جوز أمي"..الخ. وسيطلب الشعب الليبي من قضاته الذين أعدموا الألاف من الشهداء الليبيين ظلما والذين نهلوا من خير القذافي أن يحاكموه قصاصا لأرواح الشهداء!. وسيذهب القذافي معززا مكرما إلي المحكمة علي ظهر "توك توك" محلي بالذهب وموشي بالحرير لأنه مريض ويلعب بأصبعه في أنفه!. ثم سيأتي القضاة بالمرتزقة الذين قتلوا الثوار بأمره, للشهادة بالحق ضده!. فيخجل المرتزقة لأن لحم أكتافهم من خيره أن يشهدوا بالحق فيشهدون زورا!. وسيتحول شهود الإثبات إلي شهود نفي!. وسيشير "سيف الإسلام" إبنه بأصبعه الأوسط تحية لأهالي الشهداء ويلعبه لهم!. وسيطالب القضاة العدل الشرفاء بالشهود وبالأدلة وبالأحراز!. كأنما أحكام إعدام المعارضين كانت بالأدلة!. ثم يؤجل القضاة الأجلاء الحكم لحين يقضي الله أمرا كان مفعولا!. وكأنما أن ثورة ثورة حتي الموت ,ومن أنتم ياجرذان وعشرات الآلاف من الشهداء وشرعية الثورة والقنوات الفضائية التي عرضت المجازر, والشهود وأشهر الثورة الطويلة ومواقع الفيديو علي الإنترنت..الخ..الخ..أدلة غير كافية!!. وسيحرس قاعة المحكمة في الخارج المرتزقة قتلة الثوار!. وبدلا من أن نري رئيس المجلس الإنتقالي الحالي وهو يقبل أيادي الثوار, كنا سنري كلبة من كلاب "إحنا آسفين يامعمر" وهي تتجرأ علي لطم أم شهيد ليبي علي وجهها تحت حراسة قوات القذافي الخاصة!!. وسيسحل المرتزقة من كتائب القذافي والد الشهداء الستة المكلوم علي الأرض وهو يحتضن صور أبنائه!!. وسيتجمع المرتزقة والكتائب سويا وينهالان بالضرب علي من سيتبقي من الثوار بعد أن تقل أعدادهم تدريجيا!. ثم تترك عائشة إبنة القذافي لتسافر مع أمها للخارج للتصرف في منهوبات الاسرة بتصريح من حبيبهم النائب العام الليبي!!. ثم ستخرج الجرذان أصدقاء القذافي من جحورهم!. وسيترشح بعضهم للرئاسة!. وسيتحالف أحدهم من مؤيدي القذافي وابنه مع "علي لولاكي" وسينشآن قناة للدعاية!. وسيزغط آخر البط علامة علي فهمه للشعب الليبي!. وثالث سيرشح نفسه بحجة أنه كان يجلب البونبوني للثوار!. وسيشعل المرتزقة النار بين قبيلتي "السلفلة والقبطبة" فينشغلان بالحرب مابينهما!. وسيقل عدد الثوار شيئا فشيئا!. سيقل عددهم يأسا وقهرا وذلا وتعبا ومللا وقرفا وكمدا!. سيضربونهم وسيحاكمونهم عسكريا ثم يسجنونهم ظلما وبهتانا!. ولأنهم كتائب عادلة, فسيحاكمون القذافي مدنيا!. وستخرج كل الفئران لتنشر الطاعون السياسي في ليبيا وستعود لتحتل كل المناصب العليا والوزارية والحكومية ومقاعد مجلسي الشعب والشوري والإعلام والجامعة والصحافة.. الخ.. نظرا لأن كلهم أطواد راسخة!. وستتخلي كتائب القذافي بعد أن خانوا الثوار عن وعودهم بتسليم السلطة.. وأبقي قابلني!. تحية لثوار ليبيا لقتلهم القذافي والقضاء علي جرذانه وفئرانه والتي لن تخرج من جحورها بعد الآن أبدا!. وهنيئا لهم أولي الخطوات إلي الحرية والتقدم والرخاء وبناء الحضارة!. وياحسرة علي بلد أنارت لبلدان العالم دروب الحضارة بنور مشاعلها, فصارت بجهلكم وجشعكم وبموت ضمائركم, بلدا, الشمس فيها شمس, بالضياء لاتسطع!.