يشهد البحر المتوسط نشاطا دبلوماسيا أطلقه الجانب اليونانى من جزيرة قبرص الذى يراوده القلق حول حقوقه فى استغلال الغاز والبترول الكامنين تحت المياه العميقة فى مناطق تتلاقى حدودها البحرية مع مصر ولبنان وإسرائيل ، وتركيا التى تعتبر قبرص حصان طروادة لإسرائيل فى ثروات المتوسط من الغاز الطبيعى. جمهورية قبرص وسط وجنوب تلك الجزيرة حسب تصريحات وزيرة خارجيتها " إيراتو كوزاكو ماركوليس " لصحيفة Famagusta Gazette الأكثر شعبية فى قبرص ، تطمئن لاتفاق عقدته مع إسرائيل العام الماضى لترسيم حدود المناطق الاقتصادية بين الجانبين ، لكن مخاوفها ترجع الى ضغوط تمارسها تركيا على مصر ولبنان لدفعهما الى إلغاء إتفاقات مماثلة مع الحكومة القبرصية وفقا ل " ماركوليس " .. ومن المقرر أن يقوم وفد فنى من لبنان بزيارة قبرص الأسبوع القادم لمناقشة اتفاق حول المناطق الإقتصادية بين البلدين يتبعها زيارة ل " ماركوليس " الى بيروت . وكانت مصر أبرمت مع قبرص إتفاقا مماثلا عام 2005 لكن لم تصادق عليه مصر رسميا حتى الآن. وأوضح مسئول فى وزارة البترول ل " الدستور الأصلي " أن مذكرة تفاهم تم توقيعها بين مصر وقبرص فى مجال البترول والغاز فى نيقوسيا فى يوليو 2005 تضمنت التعاون فى مجال التنقيب عن البترول والغاز فى البحر المتوسط وتنمية المناطق الحدودية المشتركة ، بالإضافة إلى مشاركة الشركات المصرية البترولية فى عمليات البحث والاستكشاف والتعاون مع قبرص فى مجال تنفيذ شبكات خطوط الأنابيب وتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل والمصانع . وقد وصفت تركيا عمليات التنقيب عن الغاز التى بدأتها قبرص فى مناطق مختلف عليها فى البحر المتوسط بأنه " جنون " ، وانتقد رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان بشدة التعاون بين إسرائيل وقبرص فى هذا المجال . وفضلا عن الخلاف التاريخى بين قبرص وتركيا التى يتبعها الجزء الشمالى من جزيرة قبرص منذ عام 1974 ، فإن حدة الخلاف زادت بعد إنهيار العلاقات التركية الإسرائيلية فى إعقاب هجوم إسرائيل على قافلة مساعدات لغزة كانت تتقدمها سفينة تركية فى مايو الماضى ومقتل 9 أتراك . فى هذا الإطار ، تزور وزيرة خارجية قبرص القاهرة أوائل نوفمبر القادم لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء عصام شرف ومسئولين آخرين حول أنشطة إستكشاف الغاز فى المتوسط حيث تأمل " ماركوليس " فى أن تصادق مصر على إتفاقية ترسيم الحدود الإقتصادية .. وقد سبقها وزير خارجية اليونان " ستافروس لامبرينيديس " بزيارته للقاهرة 12 أكتوبر الحالى حيث تلقى تأكيد من نظيره المصرى محمد كامل عمرو بأن مصر تحترم تعهداتها بشأن حدود المناطق الإقتصادية مع قبرص . يذكر أن أردوغان خلال زيارته للقاهرة فى سبتمبر الماضى ، قدم عرضا بأن تكون مصر جزءا من مشروع أوروبى سمى " نابوكو " لنقل الغاز من آسيا الوسطى الى أوروبا عبر تركيا من خلال أنابيب تمتد لأكثر من 4 آلاف كيلومتر بطاقة 31 مليار قدم مكعب غاز سنويا .