كان حدسهما أن المظاهرات التى يحشد لها النشطاء فى القاهرة حدث مهم يستحق التوثيق، وحمل المخرجان جون ألبرت وماثيو أونيل كاميراتيهما ووجدا فى وسط المظاهرات المصرية منذ اليوم الأول، ومع تطور الأحداث وبداية اعتصام المتظاهرين فى ميدان التحرير وجدا أنفسهما وسط فاعليات أهم ثورة فى التاريخ.. شعب يخرج بالملايين وبصورة سلمية لإنهاء حكم رئيسه الديكتاتور. واجه الجمهور الأعزل اعتداءات البلطجية ورصاص القناصة وظلت الكاميرات تعمل بلا كلل مدة 18 يوما تسجل هذه الدراما الواقعية التى لم يعلم أحد كيف ستنتهى، وحينما أعلن عمر سليمان، نائب الرئيس، تنحى مبارك، اندلعت احتفالات الشعب الذى اكتفى بهذا الانتصار، ورغم روعة أيام الثورة المصرية، فإن جون وماثيو شعرا بأن بالثورة فيها شىء ما ناقص، فالمصريون عادوا بسرعة إلى منازلهم وتركوا الثورة بأكملها فى أيدى المؤسسة العسكرية، ولهذا اختارا لفيلمهما الوثائقى اسم «فى ميدان التحرير: 18 يوما من ثورة مصر غير المكتملة» «In Tahrir Square: 18 Days of Egypt”s Unfinished Revolution». هذا الفيلم الذى لا تتجاوز مدته ال36 دقيقة اختارته لجنة ترشيحات «الأوسكار» ضمن قائمتها القصيرة للأفلام الوثائقية القصيرة، وستعلن القائمة النهائية للترشيحات يوم 24 يناير من العام المقبل.