نظم حزب النور السلفى المؤتمر النسائي الأول له فى الإسكندرية، مساء أمس السبت، تحت عنوان «دور المرأة فى الحياة السياسية»، وذلك في غياب المرأة عن المنصة التي خلت تماما من النساء. أرض المعسل بمنطقة الإبراهيمية فى الإسكندرية هو المكان الذى نظم فيه حزب النور مؤتمره. الحاضرون مئات السيدات اللائى يرتدين الجلباب والنقاب الأسود، ولا يظهر منهن شىء، إلا أن المنصة اكتفت بالشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، والشيخ حازم شومان، وعماد عبد الغفور رئيس حزب النور، وخلال فترة المؤتمر التى استمرت قرابة الساعتين، لم تقم أى امرأة بعمل مداخلة لمناقشة الشيوخ الجالسين على المنصة لمعرفة دورهن خلال الفترة المقبلة فى المشاركة السياسية. رئيس حزب النور، عماد عبد الغفور، خاطب 700 امرأة غالبيتهن منتقبات حضرن المؤتمر بقوله هناك صورة ذهنية خاطئة لرؤية دور المرأة فى المجتمع المصرى فى الفترة القادمة، مطالبا المرأة بأن تكون إيجابية، وتسهم مع الرجل فى رسم الملامح هذه الفترة. كثير من الثقافات الغربية قام على ظلم المرأة، فى رأى عبد الغفور، واعتبرها سبب الخطيئة وسبب كل بلاء، مضيفا أن الإسلام يرفض ذلك، مطالبا بأن يكون للمرأة دور فى الانتخابات المقبلة، أو تشارك فيها، مؤكدا أن كثيرا من المسؤولين عن الفتاوى أجازوا هذا الأمر، لافتا إلى أن ذلك يعتبر أمانة فى عنقها، فلا بد أن تقوم باختيار الأمثل والأصلح فى هذه الفترة العصيبة. أحد الحاضرين انتقد تنظيم مؤتمر نسائى من دون امرأة واحدة على المنصة، قائلا: «طلعوا أم سلمة على المنصة»، وهو ما أدى إلى ارتباك لعدة ثوان فى المؤتمر، بينما بدأ الداعية الإسلامى حازم شومان حديثه بالدعاء للبنات أن يرزقهن الله بأزواج صالحين، وأن يهدى الرجل لزوجته، لافتا إلى أن الرأسمالية جعلت من البنت سلعة فى الكليبات والإعلانات، مطالبا المرأة بأن تثق فى نفسها على أنها نصف المجتمع بل المجتمع كله. نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامى، وجه نصيحة إلى الصحفيات والإعلاميات اللائى وصفهن بالكاسيات العاريات، قائلا «نحن نوجه رسالة إلى الأخوات غير الملتزمات بالزى الشرعى، بأن لا تتبرجوا تبرج الجاهلية، وهذه قضية واجب ونحن نحب الخير للمجتمع، وهذا فرض علينا ولا نستطيع السكوت عنه، ولا نستطيع مجاملتكن علشان أنتم اللى بتغطوا المؤتمر، حيث إن المتبرجات لا يدخلن الجنة». برهامى قال إن دور المرأة المشاركة فى الحياة السياسية مبنى على الشرعية، والشرعية ليس فيها ما يخالف شرع الله، حيث إن المرأة المصرية لها دور اجتماعى وتعليمى وخدمى فى جميع مجالات الحياة المختلفة، لافتا إلى أن عضوية المرأة فى الحزب تعد من العمل السياسى، وقضية التصويت والترشح فى العمل السياسى، رافضا ترشح امرأة لرئاسة الجمهورية، قائلا «لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، مضيفا أن المرأة عندما تصل إلى البرلمان ستساعد على نشر الشرعية. نادر بكار، المتحدث الإعلامى لحزب النور، قال إن مسألة وجود امرأة ضمن قوائم الأحزاب السياسية فرضت علينا، لافتا إلى أن المرأة ستترشح فى الانتخابات المقبلة ضمن قائمة حزب النور، وأن الناخبين يريدون وجه المرشح وصوره على الدعاية الانتخابية عندما يرشح نفسه فى الانتخابات على المقاعد الفردية، بينما قائمة حزب النور هى التى تتحدث عن نفسها، وهى التى تؤثر فى الجماهير، مؤكدا أنه «مش كل المرشحات على قائمة حزب النور منتقبات»، لافتا إلى أنه لا يجوز حرمان مرشحة من خوض الانتخابات بمجرد أنها منتقبة، حيث إن ذلك يعتبر تمييزا وضد الحرية، مشيرا إلى أن مرشحة حزب النور يمكن أن تتعرف على مشكلات المواطنين بالضوابط الشرعية.