جاء خبر استشهاد مينا دانيال الناشط السياسي وعضو حركة شباب من أجل العدالة والحرية على زملائه كالصاعقة، رافضين تصديق الخبر، لكن صورة مينا التي انتشرت وهو ملقى على الأرض في أحد المستشفيات شهيدا مضرجا في دمائه، أكدت لهم الخبر الحزين، فمينا الذي قام بتصويره أحد زملائه وهو يضحك خلال المسيرة المتجهة لماسبيرو استشهد بعدها بساعات خلال الاشتباكات الدامية التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الجيش. مينا شاب مصري عمره 25 عاما، يوم جمعة الغضب 28 يناير قام بأداء صلاة الجمعة في أحد المساجد بشبرا وخرج بمسيرة إلى ميدان التحرير وأصيب خلال المظاهرات. لم يكن أحد يستطيع أن يقول أن مينا شاب مسيحي أو غير ذلك لكنه كان ينحي الطائفية دوما جانبا، ولم يكن يعلم أنها ستكون يوما سببا في مقتله، وكانت محاربة الطائفية هي السبب الرئيس في انضمام مينا لحركة شباب من أجل العدالة والحرية في ندوة أقامتها الحركة بعد أحداث كنيسة العمرانية العام الماضي. مينا كان ثائرا ينضم لكافة التظاهرات المنادية بحقوق كل الفئات، لم يكن يؤمن بالمطالب الفئوية بقدر إيمانه بمطالب المواطن المصري البسيط، أصيب في كتفه برصاص يوم جمعة الغضب، وأصيب في قدمه بقذيفة طوب يوم أحداث العباسية شهر يوليو الماضي. كان آخر يوم في حياة مينا هو يوم الأحد التاسع من أكتوبر، استشهد في مسيرة اعترض فيها على هدم كنيسة المريناب بأسوان لأن الحكومة لم ترخص لها، استشهد مينا وهو لا يعلم بأي ذنب قتل. مينا أوصى زملائه وأصدقائه بعمل جنازته من ميدان التحرير حال موته، لكنه لم يكن يعلم أن استشهاده سيكون بتلك السرعة قبل أن يرى مصر التي كان يريدها وعرض حياته للخطر من أجل أن يرها بصورة أفضل، استشهد ومطالب الثورة التي كان يخرج من أجلها كل مليونية مازالت لم تتحقق. قام أصدقاء مينا بعمل جنازة مهيبة له من ميدان التحرير رافعين صوره أثناء ثورة يناير وقبل استشهاده بساعات وصورته وهو شهيدا ملقى على الأرض.. فليرقد بسلام.