أبوس إيديك الاتنين قل لنا كلمة مفيدة وأبوس راسك كمان لو تحب .. بس تمشي .. يا سلام عليك .. وعلى إعلامك " الهيكلي " اللي عايز الحرق .. وابدأ به .. جلست مهموما مكلوماً كارهاً لنفسي وحياتي وانا أتابع أحداث ماسبيرو وأتنقل مابين محطات التليفزيون وأركز أكثر على " المدعوق " اللي اسمه التليفزيون المصري " ياناس حرام عليكوا غيّروا إسمه .. مش ممكن يكون مصري أبدا .. خلّوه تليفزيون الحكومة .. المجلس العسكري .. بمبة كشر .. أي هباب والسلام .. إنما " المصري " عيب .. اقسم بالله فضحتونا قدام اللي يسوى واللي ما يسواش .. بقى ده معقول ؟ .. فيه منطق يقول بعد متابعة احداث ماسبيرو ان كل اللي ماتوا من الجيش واللي اصيبوا كمان .. يعني حتى مفيش في الزحمة وضرب النار والدهس بالسيارات حد مات ولا أُصيب بطريق الخطأ من المسيحيين .. ده اذا سلمنا ان الاقباط نازلين بالبنادق والمولوتوف والصواريخ " أرض جو " وفي نيّتهم القضاء على الجيش المصري .. يا ناس حطوا في عينكم حصوة ملح .. ان كان اللي بيتكلم مجنون فاللي بيسمع عاقل .. وبعدين يتضح لنا في الأخر ان ثلاثة ارباع اللي ماتوا من الأقباط والأكثرية منهم من المصابين .. فرقتوا ايه عن اعلام الفقي والشريف .. وفين عقولكم يا ناس يا محترمين وانتوا عارفين ان قنوات الدنيا تتابع الحدث وعمر الحقيقة ماحتستخبى. تخبلوا واحد هندي هنا في الكويت ، وهو يتابع معي باهتمام امام التليفزيون الأحداث ويطلب مني ان اترجم له ما يقوله المذيع المصري وعندما اخبرته خجلا من إعلامي " العفش " .. قال لي الهندي بعربية مكسرة بس مفهومة : مو معقول .. خمسة الف يضرب بعض .. وما في موت غير جيش .. ثم وهو ضاحكا وشامتا أيضا : ايه ده .. مخ مافي!! أدي واحد هندي م اللي بنتريق عليهم .. ولو حد حب يضحك علينا في حاجة نرد : انت فاكرني هندي .. مع ان الهند اجدع مننا وغزت العالم بالبرمجيات وأصبح لها في هذا المجال تحديدا وزن كبير. وعدت إلى البيت لأتابع تطور الأحداث .. وكنت أشاهد " العاشرة مساء " ثم ومنى الشاذلي تشكر ضيوفها وفي عينيها حزن غير مفتعل ، اخبروها في أذنها ان رئيس الوزراء عصام باشا شرف حيقول بيان .. ولأنها عارفه مسبقا إيه اللي حيقوله أو إيه اللي بيقوله أى مسئول في مثل هذه المناسبات ، لم تنتظر البيان وخيرا فعلت وقالت اشوفه في بيتنا. ويأتي عصام شرف " قفل الباب " ويدلي ببيان ساذج وهزيل لا يتناسب أبدا مع جسامة الحدث .. اسمعوا : هذه الأحداث عادت بنا للخلف خطوات ... " وحياة النبي .. طيب ما احنا عارفين .. امال يعني حتاخدنا لطريق التقدم والرفاهية " .. ثم يكمل " وألقت بظلال الخوف والذعر على مستقبل الوطن ... " اللهم ما صلي على محمد .. لسه يا دوبك عارف ان الكلام ده يهدد أمن الوطن " .. ويكمل من نص حديثه : وبدلا من ان نتقدم للأمام لبناء دولة حديثة على أسس ديمقراطية سليمة عدنا لنبحث عن الأمن والأمان .. " وحياة أبوك يا شيخ .. تقول الحق .. عملت إيه من ساعة ما شرفت عشان نتقدم خطوة واحدة للأمام .. لأ وحلوة منك " وعدنا نبحث عن الأمن " .. قال يعني كنا نسيناه وبقينا قاعدين دلوقتي نحكي ونتحاكي عن أمن بلدنا وضباطنا " السكرة " اللي مالين الشوارع وخلونا ننام وفي بطننا مزرعة بطيخ صيفي.. .. اسمع دي بقى عشان تيجيلك نقطة : إن اخطر ما يهدد أمن الوطن العبث بملف الوحدة الوطنية !! .. يانهار أزرق .. وجنابك ما تعرفش الحكاية دي من قبل ما تتولد .. طيب عملت إيه يارئيس الحكومة عشان تحافظ ع الوحدة الوطنية .. 8 شهور يا راجل ، وهو قرار واحد لو اخدته الدنيا حتهدى : حرية بناء دور العبادة .. حيجرى إيه في الدنيا للمسلمين لو المسيحيين بنوا الكنائس؟ .. حتقوى شوكتهم ويحتلوا البلد؟ .. صوتهم حيعلى وحيطالبوا بمزيد من الحقوق ؟ .. يا أخي ان كانت مشروعة ايه المشكلة .. ماهم مصريين زينا زيهم ولا يعني عاجباك العركة السودا اللي حصلت واللي لسه حتحصل بعد ما شيخ الأزهر يحب على راس البابا شنوده " وبوسة ع الخد ده .. وبوسة ع الخد ده .. والخد ده لايزعل ويغير م الخد ده .. واحدة ع الشمال والتانية ع اليمين ياعيون ماما انت قللي طالع لمين جميل بالشكل ده؟ قل بقى لو كان بايدي كنت افضل جنبك .. لأ أدي اغنية عبد الحليم .. انا اسف .. قصدي قل لي لو كان بايدي كنت قررت .. وهنا مربط الفرس .. أم مين اللي بإيديه القرار ؟ .. عايز اشوف لك قرار واحد يوحّد ربنا من ساعة " ماخترناك اخترناك " زي ما كنا بنغني للرئيس السابق .. قرار واحد بس يقول أنك صح وماشي بينا على بر الأمان ، وان الباب مفتوح لمصر جديدة تستحق ان تتنفس شوية حرية وشوية كرامة وعزة نفس وشوية هدوء .. من ساعة ما شرفت والباب مقفول بالضبة والمفتاح لحد ما اتخنقنا .. أبوس إيدك امشى .. خلي الباب يتنيل يتفتح .. ونشم شوية هوا نظيف!