«نحن نريد حكاما يحكمون بما أنزل الله، صادقين، أمناء، يتقون الله فينا، ولن يكون ذلك حتى تتغيروا أنتم، لن يتغير شىء حتى تتغير أنت».. عبارات أطلقها يعقوب بنبرة صوت مرتفعة وقوية. مشيرا، كعادته، بأحد أصابعه إلى المصلين، وبعدها اعتبر أن الأمة تعانى من أزمة أخلاق، موضحا، فى محاضرة بالمحلة الكبرى مساء أول من أمس، أن هناك من يتحدث عن الإسلام وهو يفتقر إلى أخلاق الإسلام السامية. كان مسجد التوحيد بالمحلة الكبرى قد اكتظ بالآلاف من ذوى اللحى، القادمين من أنحاء شتى بمحافظة الغربية فى انتظار محاضرة الداعية السلفى، بينما تم تخصيص سرادق أمام المسجد بعد امتلائه عن آخره بالمصلين، بالإضافة إلى تزويد السرادق بشاشة عرض. كالعادة لم تخلُ محاضرة يعقوب من الإفيهات والقفشات والمداعبات مع المصلين، يعقوب بدأ محاضرته عقب أداء صلاة المغرب بطرح سؤاله المعتاد «كيف حالك مع الله؟»، خصوصا فى تلك الأيام التى كثرت فيها الفتن والاختلافات، موضحا أن هذا سؤال كل وقت وساعة، مشيرا إلى أن القانون الواحد الذى لا يتغير يتمثل فى قوله تعالى «إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ». يعقوب تطرق أيضا إلى فضيلة «الرضا»، ورأى أن الإنسان لا يملك من نفسه شيئا، لأن الله هو مالك كل شىء، حتى الأموال والممتلكات الشخصية ليست ملك الإنسان، بل هى ملك لله، منحها إليه لاختباره فى الدنيا، موضحا أن الرضا هو إكسير السعادة، بينما هَم الدنيا يُذهب عقل اللبيب، ويُضيع لذة الإيمان. وأشار إلى أن المسلمين، حاليا، يفتقدون إحساس الانكسار أمام الله فى زمن انتشر فيه الكذب والمحن، لافتا إلى أن أخطر شىء فى الداعية هو الكبر والغرور والتعالى، وأن يطلب من الناس أن يعظموه، مشددا على ضرورة أن يكون الداعية متواضعا، ضاربا أمثلة من الأثر، ومقتبسا من أقوال الإمام الحسين، الذى أكد حب المسلمين له، لأنه من أهل بيت رسول الله.