قال حمدين صباحي - المرشح المحتمل للرئاسة - أن إجتماعات مرشحي الرئاسة تهدف إلى الوصول لجدول زمني معلن للشعب لنقل السلطة إليه وعودة الجيش إلى ثكناته ، وأنها لن تقتصر على مرشحي الرئاسة فقط وستتم دعوة الأحزاب للمشاركة فيها قريبا. وكرر صباحي دعوته خلال لقاءه بقيادات وأعضاء الحزب المصري الديمقراطي أمس - الأحد - إلى اجتماع القوى السياسية في قائمة موحدة لخوض الإنتخابات البرلمانية المقبلة ، مشيرا إلى أن القائمة الموحدة أهم من قانون الغدر الذي طالب بتفعيله ،مؤكدا أن البرلمان المقبل لن يقصي أي طرف منه ولن يهيمن أي تيار عليه ،مضيفا : "لن يحدث أن يكون السلفيين والإخوان أغلبية في البرلمان المقبل". وأكد صباحي على انتماءه للحلم الناصري لا للتجربة الناصرية مشيرا إلى أنه ينتقد طريقة تطبيق المبادئ الناصرية التي يؤمن بها. وأوضح صباحىي أن برنامجه الانتخابي يرتكز على 3 محاور رئيسية ، هى بناء نظام سياسي ديمقراطي قائم على تداول السلطة وإطلاق الحريات العامة واستقلال القضاء وسلطة التشريع والرقابة للبرلمان مع تقليص صلاحيات الرئيس وضمان حرية الأحزاب والنقابات والإعلام ، بالإضافة إلى الحق في التظاهر والاعتصام والإضراب وكافة سبل التعبير عن الرأى سلميا ، مشيرا إلى أن هذه هى ملامح الدولة المدنية الوطنية لديمقراطية التي يسعى لها ، مؤكدا أن مصر لن تكون دولة علمانية أو دينية ولا دولة عسكرية ، وأن سياق الاختيار بين الدولة الدينية أو العلمانية هو سياق منفصل عن تاريخنا وحضارتنا ، مشددا على تمسكه بالمادة الثانية من الدستور وبعروبة مصر وبهويتها الحضارية العربية الإسلامية التي صنعها المسلمون والمسيحيون معا . أما المحور الثاني فهو العدل الإجتماعي ، مشيرا إلى أن برنامجه في الاقتصاد يقوم على اقتصاد مختلط يساهم فيه القطاع العام والقطاع التعاوني والقطاع الخاص الذي يطمح أن تقوده وتبنيه رأسمالية وطنية . والمحور الثالث هو استقلال القرار الوطني ، مؤكدا أن المصريين لن يستطيعون حماية الديمقراطية ولا تحقيق العدل الاجتماعي إلا عبر سياسة خارجية وطنية تحمي مصالح مصر وتؤكد استقلال قرارها الوطني وتستعيد دورها القيادي في أمتها العربية وتنسج علاقات في دوائر مصر الإفريقية والإسلامية والدول الأخرى مثل إيران وتركيا ودول أمريكا اللاتينية. وقال صباحي أنه يختلف تماما مع الرؤية التي ترى أن مبارك امتداد طبيعي لثورة يوليو ، مؤكدا أن هناك انفصال تام بين ثورة يوليو ومشروع ناصر وبين عهدي السادات ومبارك ، حيث انتقلت مصر من الانحياز للفقراء إلى سلطة رجال الأعمال ، ومن العروبة إلى عزلة مصر عن أمتها العربية ، ومن حربها ضد الصهيونية إلى توقيع كامب ديفيد ، ومن رأس حربة ضد الاستعمار العالمي وقائد لدول عدم الإنحياز إلى مقولة 99 % من أوراق اللعبة في يد أمريكا. وعن موقفه من اتفاقية السلام ، قال أنه لم يكن أبدا مع كامب ديفيد ولن يكون إلا أنه يعتقد أن الرئيس المقبل لا ينبغي أن يفرض رأيه وقناعاته الشخصية على الشعب تاركا القرار النهائي فيما يخص اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني لمؤسسات الدولة المنتخبة وقرار الشعب في استفتاء. وأضاف أن دعم المقاومة هو حق من الحقوق التي ينص القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة ، وأنه لا يعني جرنا لحرب ، وهو وفاء لالتزام مصر بهويتها العربية قائلا : "أن استمرار ثقافة الخوف من شبح الحرب أمر يدمر الروح المعنوية والنفسية للشعب المصري" . وقال صباحي أنه مع استمرار الدعم مع إعادة النظر والتدقيق في طريقة توزيع الدعم حاليا ، خاصة أن هناك صناعات تحصل على دعم للطاقة ثم تبيع المنتج بسعر السوق ، مشيرا لأن ذلك يمثل الكثير من الإهدار للموارد خارج غرضها الحقيقي متمنيا أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه إلغاء الدعم عندما نستطيع تحقيق نهضة وتنمية توزع عوائدها بالعدل وتكون الأولوية فيها للفقراء الذين يجب نقلهم من خط الفقر إلى خط الكرامة . وعن موقفه من الجيش قال صباحي أن المؤسسة العسكرية لها تراث وطني عميق محل إحترام المصريين وما نريده الآن هو أن يسلم المجلس العسكري السلطة ، وأن دور الجيش في المستقبل هو المستقر عليه تاريخيا بحمايته للحدود والسيادة والأمن القومي دون أي تدخل في الحياة السياسية. وابدى صباحي رفضه للقب "السيدة الأولى" مؤكدا أنها مواطنة مصرية وأنه ضد أن يكون لها سلطة تستمدها من سلطة زوجها. حضر اللقاء دكتور "محمد أبو الغار" - وكيل مؤسسي الحزب المصر - ودكتور "زيار بهاء الدين" و "منى مكرم عبيد"و الدكتورة "ميرفت التلاوي" و "فريد زهران" والدكتور"عماد جاد" ، بالإضافة إلى "باسم كامل" و "محمد الجوهري" من قيادات الحزب الشابة. وعقب اللقاء قام صباحي بزيارة قاعة "بيكاسو" ليشاهد معرض " عبد الناصر الحلم " الذي شارك فيه 14 فنان بأعمالهم عن جمال عبد الناصر بمناسبة الذكرى 41 لوفاته، وذلك بصحبة عبد الحكيم عبد الناصر.