بعد أكثر من 80 عاماً تذكرت هيئة الأوقاف أنها تمتلك قطعة أرض بمنطقة أرض الجبانة بملوي تصل مساحتها إلي 2150 متراً وتضم أضرحة 5 من أولياء الله الصالحين وهم: الشيخ الأربعيني ومحروس والضوي وأبوطاقية والشيخ أحمد ويقطن بها 86 أسرة يصل عدد أفرادها إلي 3 آلاف مواطن ومواطنة في 40 وحدة سكنية جميعها مبنية بالطوب اللبن والصفيح والمشمع والجريد وسكانها من العمال باليومية الذين لا يجدون قوت يومهم، رغم كل ذلك ورغم أن هذه المساحة تم تقنين وضعها علي أنها وقف خيري لمساعدة فقراء المسلمين والمحتاجين إلا أن هيئة الأوقاف المسئولة بحكم أنها ناظر الوقف لها رأي آخري وقررت طرد هؤلاء الفقراء والمحتاجين من هذه الأرض تارة برفع قيمة الإيجار من جنيهات قليلة إلي 7 أضعاف المبلغ ليصل الإيجار إلي 150 جنيهاً وتارة بإقامة دعاوي قضائية ضدهم بدعوي عدم سدادهم الإيجار وتبديد المنقولات حتي وصلت هذه الدعاوي إلي 70 دعوي قضائية. الغريب أن هيئة الأوقاف تريد طرد هؤلاء الفقراء من هذه المساحة بحجة بناء مساكن جديدة عليها ويعلن المسئولون بها أنها أرض فضاء، بالرغم من أن الهيئة نفسها قامت منذ ثلاث سنوات بعمل حصر للمباني المقامة علي هذه المساحة رغم أنها أقرب للعشش أكثر من 4 مرات، وقررت رفع القيمة الإيجارية إلي 7 أضعاف، كما أن حجج الوقف لدي الهيئة تؤكد أن هذه المباني مقامة علي هذه المساحة منذ ما يزيد علي 80 عاماً وتوارثها قاطنوها جيلاً بعد جيل وهو ما يتناقض مع ادعاءات مسئولي الهيئة بأنها أرض فضاء. ويؤكد صلاح محمد مرسي 50 سنة عامل باليومية من سكان هذا الوقف أنه يعول 6 أبناء بجانب زوجته وأنه لا يجد أي إمكانيات مادية لتوفير قيمة الإيجار الذي تم رفعه إلي 7 أضعاف من قبل هيئة الأوقاف، كما أن هذه الأرض وقف خيري توارثنا الإقامة فيه جيلاً لآخر وبدلاً من أن تقوم الهيئة بمساعدتنا تطاردنا بالدعاوي القضائية. ويوضح فرغلي محمد غندور 49 سنة أننا بسبب قيام هيئة الأوقاف برفع قيمة الإيجار إلي 7 أضعاف القيمة القديمة اضطر بعضنا إلي الاستدانة أو شراء أجهزة كهربائية بعد التوقيع علي إيصالات أمانة علي بياض وعجز أغلبنا عن تسديد أقساط هذه الأجهزة فتم سجن وحبس عدد كبير منا. ويؤكد نصر الدين محمد محمد - رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس محلي ملوي أن مسئول الأوقاف بالمنيا ادعي أن هذه الأرض هي في الأصل أرض فضاء وأن ما أقيم عليها من مبان تم في غيبة من المسئولين بالأوقاف علماً بأن هذه المباني التي هي أقرب للعشش ومبنية بالطوب اللبن ومدرجة بحجج الوقف لدي هيئة الأوقاف وقائمة منذ 80 عاماً وتوارثها قاطنوها حتي الآن وأن الهيئة من جانبها قامت بعمل حصر 4 مرات لهذه المباني وأدرجتها علي أنها مساكن.